السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وأقيموا الصلاة

وأقيموا الصلاة
عصام حسنين
الأحد ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨ - ١٠:٠٠ ص
3987

وأقيموا الصلاة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد...

فيقول الله ـ تعالى ـ:" وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ  "

هذه ثلاثة أوامر من الله ـ تعالى ـ تفيد الوجوب ؛

فالأمر الأول :"  وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ  "  أمر ٌ من الله ـ تعالى ـ بإقام الصلاة ظاهرا ًـ بالمحافظة على وضوءها ومواقيتها وبقية شروطها وأركانها وواجباتها وسننها ـ وباطنا ً بالمحافظة على روحها وهو الخشوع فيها بتدبر ما يُتلى ، واستحضار تعظيم الله ـ تعالى ـ في كل موقف من مواقفها ، وحال ٍ من أحوالها .

فالأمر الثاني: " وَآتُواْ الزَّكَاةَ  " أمر ٌ بإعطاء الزكاة أصحابها وهي فريضة من فرائض الإسلام ، وركن من أركانها من جحدها كفر وارتد ، يُستتاب ُ ثلاثا فإن تاب وإلا قتل ، وإن كانوا جماعة لهم شوكة قاتلهم الإمام ، ومن منعها باخلا ً بها أخذت منه قسرا ً ، ويُعاقب بأخذ نصف ماله كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

والزكاة تكون في النقدين ( الذهب والفضة ) وما يقوم مقامها من الأوراق النقدية ، فإن بلغت نصابا ً ـ وهو من الذهب (85) جراما ً عيار (24) ، وفي الفضة (595) جراماً ، وتحسب بالفضة مراعاة لحق الفقير ـ، ومرّ عليه حول هجري فوجب ربع العشر.

·      وتكون الزكاة في عروض التجارة ،وهي كل ما يعرض للبيع إذا قًوِّم فبلغ نصابا ً وحال عليه الحول ففيه ربع العشرأيضا ً.

·      والزكاة تكون في الحُلي أيضا ً إذا بلغ 85 جراما ً عيار 24 ، فيقوم إذا حال عليه الحول ويُخرج ربع العشر.

·      وتكون الزكاة في الزروع يوم حصادها ؛ فيما سُقي بماء السماء العشر وبما سُقي بالآلات والنفقة نصف العشر .

·      والزكاة تكون في الأنعام السائمة على تفصيلات كثيرة مذكورة في كتب أهل العلم .

·      والزكاة " تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم" كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

·      والزكاة مواساة عظيمة للفقراء والمساكين وسبب من أسباب ألفة المجتمع وتماسكه، كما أنها سبب البركات من الله ـ تعالى ـ للأفراد والجماعات ومنع العقوبات قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"  الحديث. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

·      فاحتاطوا لأنفسكم ، واحصوا أموالكم ، وأخرجوا زكاتها طيبة ً بها نفوسكم  داعين الله ـ تعالى ـ أن يتقبلها منكم.

·      واحذروا من البخل بها فالله ـ تعالى ـ :" وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "  الآية

ويقول الله ـ تعالى ـ:" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  *يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ  ".

ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

" ما من صاحب ذهب ولا فضة ، لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، صُفِّحت له صحائف من نار ، فأحمى عليها في نار جهنم ، فيُكوى بها حنبه ، وحبينه ، وظهره ، كلما بردت أ ُعيدت له ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يُقضى بين العباد ، فيُرى سبيله ، إما إلى جنة ، وإمل إلأى النار " الحديث رواه مسلم

·         نسأل الله ـ تعالى ـ العافية ، وللناس أخطاء في الزكاة ؛ فمن ذلك أن بعضهم يظن أن دفع الضرائب يغني عن الزكاة ، وبعضهم يظن أن زكاة الفطر هي المقصودة بفريضة الزكاة ، وبعضهم يخرج من ماله دون إحصاء وحساب ، وبعضهم يتصرف في الزكاة ؛ فيخرج زكاة المال طعمة أو عينية ، وبعهضم يُخرج زكاة ماله إلى تاركي الصلاة والعصاة.

·         هذه من الأخطاء التي ينبغي أن نحذرها ، وأن نتحوط لهذ العبادة العظيمة وأن نؤديها على الوجه التي يُرضي الله ـ تعالى ـ.

فالأمر الثالث:

قوله ـ تعالى ـ:"  وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ  "

هذا امر من الله ـ تعالى ـ بصلاة الجماعة ، والأمر يفيد الوجوب ما لم تأت قرينة صارفة إلى الاستحباب.

والأدلة كثيرة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال القادرين حضرا ً وسفرا ً .

لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ    رجل أعمى ، فقال : يا رسول الله إنه ليس لي  قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يرخص له فيصلي في نيته ، فرخص له ، فلما ولَّى دعاه ، فقال:" هل تسمع النداء بالصلاة " قال :" نعم . فقال :" فأجب " .رواه مسلم.

   وفي رواية لأبي دواد في حديث ابن أم مكتوم قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ" لا أجد لك رخصة "

فهذا رجل أعمى بعيد الدار ، ولا يجد له قائد يوافقه ويلازمه في المجيء إلى المسجد ، ولم يرخص له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ترك الجماعة ؛ فلا شك أن غيره أولى بذلك.

·    وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله علي وسلم ـ " من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر "

·    وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لقد همممت أن آمر فتيتي فقيجمعوا حُزما ً حطب ثم آتي قوما ً يصلون في بيوتهم ليست لهم علة فأحرقها عليهم"

وهذا ظاهر في الفرضية .

·       والآثار عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ تفيد ذلك أيضا ً.

·       قال ابن المنذر ـ رحمه الله ـ : ولقد رُوينا عن غير واحد من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم قالوا :" من سمع النداء فلم يجب من غير عذر فلا صلاة له ".

منهم ابن مسعود وأبو موسى الأشعري.

وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ" من سره أن يلقى الله غدا ً مسلما ً ،فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولو تركتم سنة نبيكم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى المسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عن بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"

                                                                رواه مسلم.

·       هذا وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنها سنة مؤكدة وهم الجمهور.

·       وذهب فريق آخر إلى أنها فرض على الكفاية.

·       وذهب دواد إلى أنه فرض عين وهذا قول عطاء بن أبي رباح وأحمد بن حنبل وغيرهم.

·       وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ :" لا أ ُرخص لمن قدر على الجماعة في ترك إيتانها إلا من عذر".     حكاه ابن المنذر.

·       وهذا هو الصحيح لما ذكرناه آنفا ً من الأدلة ـ والله تعالى ـ أعلم.

·       فلا يجوز أن تعطل المساجد من الجماعات ، وهذا من تخريبها لا من تعميرها كما قال الله ـ تعالى ـ.

·       فليعمر بيوت الله كما أمر الله ـ تعالى ـ بالإيمان والعمل الصالح ، والحذر من التهاون بالصلاة مع الجماعة كما بينا.

   والله نسأل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.

ربما يهمك أيضاً

وداع وختام شهر رمضان
5304 ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨
من أسباب ظهور الدين
3588 ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨
العشر الأواخر من رمضان 2 .
3728 ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨
تذكرة رمضانية
5098 ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨
وداعا ً رمضان .
3181 ٢١ سبتمبر ٢٠٠٨