الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ما نحن فيه والمخرج منه

إن الخبثاء المرددين لهذه المقولة غرضهم إبعاد الإسلام والإسلاميين عن دائرة تمثيل الأمة في سلطة من سلطاتها

ما نحن فيه والمخرج منه
علي حاتم
الثلاثاء ١٠ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٤:٥٤ م
1456

ما نحن فيه والمخرج منه

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مصر ابتليت بالكثر من الفتن التي حذر منها الله عز وجل في كتابه وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته، وقد قال الله عز وجل: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيد بالله من الفتن، وقد قال ايضًا: «من حمل علينا السلاح فليس منا»، وقد حذر أيضًا فتنا تموج كموج البحر –نعوذ بالله منها-، كما حذر صلى الله عليه وسلم من زمان يصبح الرجل فيه مؤمنا ويمسي كافرًا ويمسي الرجل فيه مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، ونحن لا شك نعيش في هذا الزمان فنجد الكثير من الناس يتكلمون بالضلال أو بالكفر أو يعملون من أجل الدنيا الزائلة، فنجد من يُقال له: «اترك الإسلاميين لا عليك بهم فالإسلام مكانه المسجد وكلنا مسلمون» ويشوه له صورة الإسلام وصورة الداعين إلى شريعته والتخلق بأخلاقه حتى وصل الأمر إلى أنهم يقدمون له في سبيل ذلك المال وهو عرض من أعراض الدنيا فيكون كما قال صلى الله عليه وسلم «يبيع دينه بعرض من أعراض الدينا».

والمخرج من ذلك بينه صلى الله عليه وسلم في لفظ آخر للحديث دعا فيه إلى المبادرة بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي ذلك الزمان الذي يُبتلى فيه الإنسان بالطمع في الدنيا وحبها وإيثارها على الآخرة، ويبتلى أيضا بالدعوة إلى الكفر والضلال –نعوذ بالله من ذلك-.

ولعل من أهم أسباب وقوع الكثيرين في فتن هذا الزمان هو الجهل الذي هو أعدى أعداء الإنسان، ومعناه أن المرء يعتقد شيئًا على خلاف حقيقته، وقد كثر في هذا الزمان، فالناس يفعلون أشياء خاطئة لا ترضي الله ورسوله وهم يعتقدون أنهم على صواب، والأمثلة على ذلك كثيرة سأكتفي منها بمثالين:

الأول: الذين يرددون مقولة: «لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة»، وهي مقولة تنم عن جهل كبير، فكن الذي ساس الأمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ أليس هو –بأبي هو وأمي-؟ ومن الذي ساسها على عهد الصديق وعمر وعثمان وعلي، وخطط للحرب ضد الأعداء، وجيَّش الجيوش وأدار المفاوضات؟ ومعظم ذلك حدث في المساجد بيوت الله، وكذلك الذين جاءوا من بعدهم من الصحابة والتابعين وتابعيهم وغيرهم.

إن الخبثاء المرددين لهذه المقولة غرضهم إبعاد الإسلام والإسلاميين عن دائرة تمثيل الأمة في سلطة من سلطاتها، بالإضافة إلى المقصود الأعظم ألا وهو التخلص من الإسلام وشرائعه، وجعله قاصرًا على المساجد أي على الأمور التعبدية فقط.

أما المثال الثاني، أولئك الذين يرددون عن عمد وبمنهجية مقولة «احذروا الإسلاميين وابتعدوا عنهم ولا تختاروهم لتمثيلكم فهم يريدون دولة دينية»، وعلى الرغم من كثرة الردود على هذه العبارة التي تنم عن جهل كبير وهو أقل ما يوصف به أصحابها إلا أنه لا أحد منهم يلتفت إليها عن عمدٍ، ما أن الشيوخ والدعوة أبناء الدعوة السلفية قد بذلوا جهدا كبيرا في الرد على تلك المقولة وشرحوا ردودهم للناس شرحا وافيا.

والمخرج إذن مما نحن فيه من فتن لن يكون إلا بالعلم، والمقصود هو العلم النافع الذي جاءنا من ربنا عز وجل في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

وهذا العلم هو الطريق الوحيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال الصالحة فتنا كقطع الليل المظلم»، فالأعمال لن تكون صالحة إلا بشرطين (هكذا وصل إلينا العلم): أن تكون خالصة لوجه الله، وأن يكون فاعلها متبعاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن العلم النافع هو الذي يقودنا إلى فهم شروحات شيوخنا -حفظهم الله- الذين ينفون عن الإسلاميين ما يردده خصومهم من أنهم يريدون لمصر أن تكون دولة دينية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة