الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الكنيسة المصرية وتاريخ من الأزمات

الكنيسة المصرية وتاريخ من الأزمات
أحمد الشحات
الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٥:٤٣ م
844

الكنيسة المصرية وتاريخ من الأزمات

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

الكنيسة المصرية تنفرد عن مثيلاتها بالعالم بنوع خاص من التناقض يتمثل في كونها تري أنها صاحبة الأرض وأصل البلد وأن المسلمون الغزاه- في زعمهم -  هم الذين إستولوا عليها وضموها إلي مملكتهم الضخمة وقتئذ ولكنهم في نفس الوقت تأبي سلوكياتهم المشينة بأن تعترف بالإدعاءات المرسلة حول حب الوطن والإنتماء للبلد لأنهم دائما وأبدا ما يحرصون علي إستفزاز مشاعر الغالبية العظمي من سكان هذا البلد بتصرفاتهم الطائفية المليئة بالبغض والكراهية وبإرتمائهم في أحضان الغرب والضغط علي الحكومات المصرية بأوراق ضعفها المكشوفة لديهم بجلاء.

فتاره يهددون بورقة أقباط المهجر بما فيها من جرأه ووقاحة وأخري بملف الفتنة الطائفية وإشعال الأزمات الداخلية وثالثة عن طريق التلويح باللإستقواء بالخارج بدعوي إنتهاكات حقوق الإنسان ورابعة وخامسة بشأن إعتماد مصر في ملف الغذاء والسلاح  والوقود علي الخارج بدرجة كبيرة فيأتي التهديد بقطع هذه المعونات أو عرقلة وصولها وهكذا.

والنصاري عموما لا يملون من محاولات الخروج علي الإصطفاف الوطني والإنصهار في اللحمة الشعبية طالما كانت ستؤدي إلي إسهامات إيجابية علي الصعيد الديني حتي ولو كان مظهريا فسنجد أنهم لم يشاركوا في ثوره يناير إلي أن إنتهت – خصوصا الأرثوذكس - لأن الثوره كانت تنطلق من المساجد بعد صلاه الجمعة ولأنهم كانوا مستفيدين أيما إستفاده من فساد نظام مبارك من ناحية وإنبطاحه معهم من ناحية أخري لذلك فقد كانت صدمة بابا الأقباط شنوده كبيرة عندما تنحي مبارك فجأه بالدرجة التي جعلته يبكي علي الهواء تعبيرا عن حزنه عليه.

ثم تكتلوا ثانية لرفض التعديلات الدستورية ليس لشيء سوي أنها حافظت علي نص المادة الثانية من الدستور القديم والتي كانوا يطمحون وقتها لحذفها تماما ولكنها بفضل الله إكتسبت مع الوقت تحصيناً شعبياً في غاية القوة ثم كان التكتل الثالث لرفض المرشح المنتمي للتيار الإسلامي فكان التوجيه الكنسي للتصويت للمنافس الأخر رغبة في إسقاط المرشح الإسلامي أيضا ثم كان التكتل الرابع من أجل إسقاط الدستور الذي شاركوا في كتابتة ثم إنسحبوا في اللحظات الأخيرة ثم كان التوافق المنظم والترتيب المحكم مع الفصائل الغاضبة من حكم الدكتور مرسي لكي يسقطوه بزعم عدم قدرته علي إداره الدولة ، مع أن ذلك مخالف لما يعتقدونة من أن السلطان هو ظل الله في الأرض ولا يجوز إسقاطه أو عصيان أوامره.

وقد خرج علينا في الأيام الماضية ممثل الكنيسة في لجنة الخمسين يهدد ويتوعد ويتدخل بشكل سافر وقبيح في النصوص المتعلقة بالشريعة الإسلامية وتفسيراتها والمواد المتعلقة بمرجعية الأزهر ودوره وبالتالي يمكننا من خلال ما سبق أن نخرج بهذه الملاحظات:-

1 – النصاري قلة عددية حقيقية في وسط المجتمع المصري المسلم المتدين بطبعه وهو وإن كان يفصله عن التدين الحقيقي والجاد مسافات ومساحات كبيرة إلا أن قضية الدين عنده لا تقبل الفصال ولا تحتمل المداهنة لأنه يحب دينه ويثور لحميته أكثر من أي شيء أخر لذا فمن الإنتحار المؤكد والغباء التام أن يُظهر النصاري العداوه الحقيقيه لعموم الشعب المسلم لأن خسارتهم ستكون فادحه ومؤكده.

2 – تعود النصاري علي الحسابات الخاطئه والرهانات الخاسره ومع ذلك فإن الحقد الدفين الذي يحركهم يعميهم عن إتخاذ الموقف الحكيم فقد رأينا من خلال ما سردنا من أحداث أنهم لا يمكنهم أن ينجحوا إلا إذا تخفوا داخل الأكثرية العددية المسلمة وأن أي تمايز من جانبهم فإنه محكوم علية بالفشل بل غالبا ما يأتي بنتائج عكسية.

3 – تتحين الكنيسة الفرص دائما من أجل أن تصطاد في الماء العكر وتحول الأحداث لصالحها فربما رأي قاده الكنيسة أن الشعب الأن في حاله إنعزال أو بُعد عن تأثير التيارات الإسلامية التي تساهم بدرجة كبيرة في تشكيل وعيه وتوجيه سلوكه فرأوا أنها فرصة ذهبية لا تعوض للإجهاز علي هوية الأمه علي حين غفلة من أمرها.

4 – الكنيسة أدمنت المواقف المتطرفة عبر تاريخها وهي بين أن تكون في أقصي درجات إنبطاحها وبين أن تكون في أعلي درجات تنمرها وبالتالي فهي لا تعرف الوسط ولا تتحدث بالعقل وإنما يتحكم في مواقفها منطق القوة والضعف وبالتالي فإذا شعرت بنوع من القوة أو المكانة فإنها تتفرعن إلي أبعد مدي.

5 – تتعامل الكنيسة مع أتباعها علي أنهم قطيع من الخراف – كما تكررت هذه اللفظة عدة مرات في كتابهم المقدس – لا يفكرون ولا يتأملون وإنما تتم تعبئتهم تعبئة طائفية ويتركونهم بعد ذلك يواجهون المصير المجهول.

6 – ينسي رجال الكنيسة في ظل زهو الإحساس بالقوة مدي تأثير الإسلام في النفوس وأن المارد الإسلامي وإن طالت نومته فهو سريع التيقظ قوي الإنطلاقة وقد تعودنا علي أن الشدائد والمحن توقظ معاني الإيمان في القلوب وتفعل ما لا تفعلة الخطب والمواعظ.

أتفهم أن الكنيسة بعد فاصل طويل من الفشل ومن الإحباط يريدون أن يشعروا أنهم حققوا أي نوع من النجاح في أعقاب ثورة كانوا هم أحد أضلعتها الرئيسية ولكن نصيحتي للعقلاء منهم ألا يقتربوا من مساحة الشريعة نهائيا لأن هذه المنطقة خطر وهي سريعة الإشتعال ونارها إذا إشتعلت سوف تحرق الجميع وسيكون الأقباط هم أكثر الناس ألما وتضررا ، لذا فالأمل معقود علي بعض العقلاء فيهم أن يأخذوا علي أيدي سفهاءهم وألا يسمحوا لهم بتحريك النار تحت الرماد حتي لا يحدث ما لا تحمد عقباه.

ومناشدتي لرجال الأزهر الشريف أن يقوموا بدورهم في الحفاظ علي هوية مصر فقد أكدوا مرارا وتكرارا أن هذه هي وظيفتهم الأولي وأنهم هم المنوط بهم الحفاظ علي هوية الدولة ودين الشعب ألا فليهبوا لنصرة الحق ولبيانه لأن مسئوليتهم أمام الله عظيمة إذا ما تعرضت مكتسباتنا لأي إهتزاز أو تأخر.

ونصيحتي لرجال الدعوة الإسلامية وقادة الجماعات الإسلامية أن يدافعوا عن الشريعة إذا كانوا صادقين فيما يرفعونه من شعارات نصره الشريعة والوقوف أمام أعدائها فهذا هو الميدان الحقيقي لنصرتها وليس أي مكان أخر وهذا هو التوقيت الحرج للدفاع عنها أكثر من أي وقت أخر.

ودعائي وتحياتي لرجال الدعوة السلفية وحزب النور الذين يحاربون وحدهم في هذا الميدان مع كل ما يتعرضون له من قصف شديد وممنهج علي مواقفهم وطعن في نواياهم وسرائرهم فنسأل الله أن يعينهم وأن يوفقهم وأن يسدد ألسنتهم ويهديهم إلي ما فيه خير البلد والعباد.

تم نسخه بتاريخ 27/11/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com                         

تصنيفات المادة