الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

كيف نعود؟!

أدرك أنّ الإحباط كبير ولكن الله أكبر من كل شيء

كيف نعود؟!
محمد سعد الأزهري
الاثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥ - ١١:٣٥ ص
1328

كيف نعود؟!

كتبه/ محمد سعد الأزهري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

هناك قواعد لا يمكن تجاوزها مطلقاً، تٌسمى نواميس الحياة،

منها: إن انتشار الذنوب والمعاصي بين الناس يٌسقط أي حضارة -وليس دولة فقط-..
فمهما تنفذ من مشروعات، أو تخطط للمستقبل، أو تصبح أرضك مكتظة بالبترول، والغاز، والمعادن، وغيره،ولكن تنتشر الفواحش سواء فى بيتك، أو مجتمعك، وتنهش فى جسدك الضعيف، وتملأه بالفيروسات؛ فإن النتيجة الحتمية هي السقوط المروع!

عندما ينتشر الظلم في ربوع البلاد وبين العباد، ويصبح من اليسير أن تقتل أو تسجن أو تطعن في شرف غيرك، أو عقيدته، أو تشوه سمعته؛ فإن هذا أيضاً من أسباب السقوط..

عندما تنتشر الرشوة، والكذب، وسوء الأخلاق، والزنا، وشرب المخدرات، ومشاهدة المواقع الإباحية، وما يترتب عليها من إفساد؛ فإن هذا من أسباب السقوط .

عندما تفسد الذمم، وتضيع الأمانة، ويفشو الكذب، وينسحب أهل الإصلاح من ملعب الحياة الحقيقي؛ فإن هذا من أسباب السقوط .

الخلاصة: لابد من مقاومة هذا السقوط .

وذلك بنشر كل فضيلة ما أمكن، وتحذير الخلق من عاقبة الفساد.

فإنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأنّ الفساد يظهر في البر والبحر، بما كسبت أيدى الناس، وأنّ الله حكم عدل، ولا يظلم الناس شيئاً. وأنه -سبحانه وتعالى- قال :" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "
وأنّ العودة للفضائل والقيم هي السبيل الوحيد لعودة الأمن والأمان لبلادنا،

وأنّ التمسّك بهويتنا والاعتزاز بديننا هو العاصم الوحيد من السقوط ،

وأنّ هذا يقتضى منا أن نعود بصدق إلى الصدق لا الخداع، وإلى حمل الأمانة لا الهروب منها، وإلى مقاومة الفساد لا السكوت عنه، وإلى التوبة لا الاستمرار في الغي، وإلى التراحم والتضامن والتكافل لا التقاطع والتدابر، وإلى نشر الفضيلة لا الرذيلة،

لابد أن نعود وبسرعة قبل فوات الأوان.
أدرك أنّ الإحباط كبير ولكن الله أكبر من كل شيء.
وهو _سبحانه_ القائل : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم
 بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ... )
والله أسأل أن يحفظ البلاد والعباد من كل شر وسوء، وأن يعيد إلينا الطمأنينة والسكينة، وأن يحفظ لنا ديننا وعقيدتنا، إنه على كل شيء قدير.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة