السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

تجليات العذراء

تجليات العذراء
أحمد الشحات
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٨:٣٨ م
968

تجليات العذراء

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :-

تناقلت وسائل الاعلام المختلفة خبر ظهور صورة السيدة مريم عليها السلام علي شكل هالات ضوئيه (1) وهي تعلوسماء احدي كنائس القاهرة وذكرت وكالات الانباء اعداد من سهروا حتي الصباح منتظرين ظهورها في كبد السماء منبهين ان هذه الحشود جمعت بين المسلمين والنصاري في توأم وانسجام وكأن العذراء جاءت لتؤكد وتبارك ما يبذله القوم من جهود حثيثة لراب الصدع في جدار الوحدة الوطنية مع ان شنوده ذكر في بيانه عن الواقعه (ان من لا يؤمن بالسيدة العذراء ولا بشفاعتها تمنعه العذراء من رؤيتها لأنه لا يستحق ) ,وفي نفس الوقت يقول القس افشاي وهو يشرح كيفية معرفته بظهور العذراء  "كان اول من شاهد ظهور العذراء وتجليها جار مسلم قام بتصويرها بالفيديو ووزع الصور على الجميع بعد ذلك" ثم يفسر ذلك بقوله ان الكنيسة تغلق ابوابها عادة مع حلول الليل لذلك لم نكن متواجدين عندما ظهرت لاول مرة ؟!

وخرج علينا اخر وهو  القمص صليب قائلا: إن مصر بهذا الظهور أصبحت في قلب العذراء وان ظهور العذراء أرسل لنا وللعالم رسائل ثلاثة:
-
الرسالة الأولي : للعالم كله وهي ان مصر هي الارض المقدسة التي قال عنها الكتاب المقدس "مبارك شعب مصر" وأقامت بها العائلة المقدسة.
-
والرسالة الثانية: الي أقباط مصر ضد كل الدعايات التي تشكك في ايمانهم وتقول إن السماء معهم تتحدث معهم وتدافع عنهم: كما قال السيد المسيح: "هأنا معكم كل الايام والي انقضاء الدهر" وأن أبواب الجحيم لا تقوي علي الكنيسة.
-
والرسالة الثالثة: لكل شعب مصر بضرورة التماسك والاتحاد عن طريق العذراء فنحن ننادي العذراء مريم "بأمنا" وأخوتنا المسلمون ينادونها "بستنا" والعذراء ترسل رسالة للمصريين بضرورة ان يتوحدوا ويعيشوا معاً بلا تعصب وان يواجهوا معاً مشاكل الغلاء والوباء وان يتوحدوا معا لمواجهة هذه الأمور جميعاً وأن يعيشوا في محبة وسلام علي أرض المحبة والسلام لأن هذا كله ببركة نور أم النورالذي أضاء القلوب وبهر العيون.   

ولأن هذا الحدث ليس فريدا من نوعه بل ادعي قبل ذلك منذ سنوات وفي ظروف مشابهة تقريبا للظروف التي تمر بها الامة في هذه الايام آثرنا ان ننقل رؤية احد الدعاة في ذلك الوقت خصوصا أنه كان متابعا للحدث ومهتما به.

تناول مثل هذا الحدث رجل هو الآن فى ذمة الله لا يمكن أبداً اعتباره من المتأثرين بالوهابية أو المناصرين للسلفية كلا بل كان الرجل - رحمه الله وعفا عنه - واقفاً قلمه ولسانه على من سماهم حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام , الذين يفسدون البناء المثمر لعقلاء الأمة من أمثاله إنه الأستاذ محمد الغزالى - رحمه الله -

وعلى الرغم من أن الرجل كان دائماً ما يقف موقف الدفاع ولم يتطرق إلى الهجوم إلا بعدما يتسع الخرق علي الراقع ومع ذلك يكون متحفظاً كأشد أنواع التحفظ , فها هو يذكر فى أحد كتبه (2) الذى يعد من أحدها وأعنفها ؛ يقول " ونحن فى هذا الكتاب نلتزم جانب الدفاع و مستعدون لوقف المعركة إذا توقف المعتدون ".

و بالإضافة إلى أنه لا يحب الهجوم ولا ينتهجه فهو مُقدِّس للعقل مُعظِّم له وقلما يلقى للأدلة بالاً أو بالأدق فلديه تفسيراته العقلية لكل ما جاء فى النصوص فهو يرتدى نظارة العقل عندما يقرأ النصوص ضارباً عرض الحائط بتفاسير العلماء السابقين وآراءهم بل حتى وعقولهم لذا فيمكن اعتبار الأستاذ محمد الغزالى فى هذا الأمر - من المحايدين تماماً  - هو فقط - يحلل ظاهرة حادثة ويسجل عليها انطباعاته وربما شابهه فى ذلك الشيخ محمد أبو زهرة - رحمه الله - مع فروق لا تخفى من حيث رسوخ العلم وقوة الفهم حيث كتب كتابه الماتع " محاضرات فى النصرانية " لتكون ثبتا تاريخيا يجمع الحقائق ويرتبها ويترك العنان للمقدمات لكي تسلك طريقها الي النتائج بلا تحكم فيها ولا رغبة في توجيهها.

بدأ الاستاذ مقاله بالتعليق علي منشورفي ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب فيبدوللناظر اليه من اول وهلة الرغبه في نشر الخيروالمحبه وفي باطنه مخطط خبيث لدعوة الناس الي دينهم وزعزعة المسلمين في عقيدتهم فقال (وبين يدى الآن نشرة صغيرة، على أحد وجهيها صورة العذراء وهى تقطر وداعة ولطفاً، وعلى ذراعها الطفل الإله يسوع يمثل البراءة والرقة . أما الوجه الآخر للصورة فقد تضمن هذا الخبر تحت عنوان محبة الآخرين وخدمتهم “، وتحته هذه الجملة حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع (غل 6: 10) كانت السيدة زهرة ابنة محمد على باشا بها روح نجس، ولما علم أبوها أن الأنبا حرابامون أسقف المنوفية قد أعطاه الله موهبة إخراج الأرواح النجسة استدعاه . ولما صلى لأجلها شفيت فى الحال، فأعطاه محمد على باشا صرة بها أربعة آلاف جنيه، فرفضها قائلاً: إنه ليس فى حاجة إليها لأنه يعيش حياة الزهد، وهو قانع بها ثم علق قائلا :-


هذا هو الخبر الذى يوزع على الجماهير ليترك أثره فى صمت .وليس يعنينى أن أصدق أو أكذب المأسوف على مهارته أسقف المنوفية، وإنما يعنينى كشف طريقة من طرق إقناع الناس بصدق النصرانية، وأن الثالوث حق، والصلب قد وقع، والأتباع المخلصين يأتون العجائب .. والمسيحية أحوج الأديان لهذا اللون من الأقاصيص، هى فقيرة إليها فى سلمها لإثبات أصولها الخارجة على المنطق العقلى، وفقيرة إليه فى قتالها لتبرير عدوانها على الآخرين .(3)

ثم يدلل علي هذه النتيجة التي توصل اليها بل ان شئت قل الحقيقة التي لا نزاع فيها بأن ساق قصتين احداها من سجلاتهم التاريخيه في المعارك والاخري من السجلات الكنسيه فقال
(وتدبر معى هذه القصة من قصص الحروب الصليبية المشهورة بقصة الرمح المقدس منقولة من كتاب الشرق والغرب “:


دفع الصليبيون من أجل عبور آسيا الصغرى ثمناً باهظاً، إذ فقدوا أفضل جنودهم وخيرة عساكرهم، بينما استولى اليأس والفزع على البقية الباقية  وبدأ الخوف من تفكك الجيش وفرار الجنود يساور القادة، فعمدوا إلى بعض الحيل الدينية لصد هذا الخطر وربط الجنود برباط العقيدة . ومن تلك الحيل التى روجوا لها ما رواه المؤرخون عن ظهور المسيح والعذراء أمام الجنود الهيابين ووعدهم بالصفح عن الخطايا والخلود فى الجنة إذا ما استماتوا فى معاركهم ضد المسلمين . غير أن هذا الأسلوب النظرى لم يلهب حماس الجنود، ولم يحقق الغرض الذى ابتدعه الصليبيون من أجله، فكان لا بد من أسلوب آخر ينطوى على واقعة مادية يكون من شأنها إعادة الإيمان إلى القلوب التى استبد بها اليأس، وتقوية العزائم التى أوهنتها الحرب . وهنا أذيع بين الجنود قصة اكتشاف الرمح المقدس ..
تلك الواقعة التى روى تفاصيلها المؤرخ جيبون فضلاً عن غيره من المؤرخين المعاصرين ، قال :-


إن قساً يدعى بطرس بارتلمى من التابعين لأسقفية مارسيليا منحرف الخلق ذا عقلية شاذة، وتفكير ملتو معقد زعم لمجلس قيادة الحملة الصليبية، أن قديساً يدعى أندريه زاره أثناء نومه، وهدده بأشد العقوبات إن هو خالف أوامر السماء، ثم أفضى إليه بأن الرمح الذى اخترق قلب عيسى عليه السلام مدفون بجوار كنيسة القديس بطرس فى مدينة انطاكيا “، فروى بارتلمى هذه الرؤيا لمجلس قيادة الجيش، وأخبرهم بأن هذا القديس الذى طاف به فى منامه قد طلب إليه أن يبادر إلى حفر أرض المحراب لمدة أيام ثلاثة، تظهر بعدها أداة الخلود التى تخلص المسيحيين جميعاً، وأن القديس قال له: ابحثوا تجدوا .. ثم ارفعوا الرمح وسط الجيش، وسوف يمرق الرمح ليصيب أرواح أعدائكم المسلمين .“ وأعلن القس بارتلمى اسم أحد النبلاء ليكون حارساً للرمح، واستمرت طقوس العبادة من صوم وصلاة ثلاثة أيام دخل فى نهايتها اثنا عشر رجلاً ليقوموا بالحفر والتنقيب عن الرمح فى محراب الكنيسة (!) . لكن أعمال الحفر والتنقيب التى توغلت فى عمق الأرض اثنى عشر قدماً لم تسفر عن شىء . فلما جن الليل أخلد النبيل الذى اختير لحراسة الرمح إلى شىء من الراحة، وأخذته سنة من النوم، وبدأت الجماهير التى احتشدت بأبواب الكنيسة تتهامس ..!  فاستطاع القس بارتلمى فى جنح الظلام أن ينزل إلى الحفرة، مخفياً فى طيات ثيابه قطعة من نصل رمح أحد المقاتلين العرب، وبلغ أسماع القوم رنين من جوف الحجرة، فتعالت صيحاتهم من فرط الفرح، وظهر القس وبيده النصل الذى احتواه بعد ذلك قماش من الحرير الموشى بالذهب، ثم عرض على الصليبيين ليلتمسوا منه البركة، وأذيعت هذه الحيلة بين الجنود وامتلأت قلوبهم بالثقة، وقد أمعن قادة الحملة فى تأييد هذه الواقعة بغض النظر عن مدى إيمانهم بها أو تكذيبهم لها .. “ . الي أن قال
على هذا النحو، ولمثل هذا الغرض جرت أسطورة ظهور العذراء فى كنيسة عادية، وكاهنها ـ فيما علمت ـ رجل فاشل لا يتردد الأقباط على دروسه . وبين عشية وضحاها أصبح كعبة الآلاف، فقد شاع وملأ البقاع أن العذراء تجلت شبحاً نورانياً فوق برج كنيسته، ورآها هو وغيره فى جنح الليل البهيم ..وكأنما الصحف المصرية كانت على موعد مع هذه الإشاعة، فقد ظهرت كلها بغتة، وهى تذكر النبأ الغامض، وتنشر صورة البرج المحظوظ، وتلح إلى حد الإسفاف فى توكيد القصة ..وبلغ من الجرأة أنها ذكرت تكرار التجلى المقدس فى كل ليلة . وكنت موقناً أن كل حرف من هذا الكلام كذب متعمد، ومع ذلك فإن أسرة تحرير مجلة لواء الإسلام قررت أن تذهب إلى جوار الكنيسة المذكورة كى ترى بعينيها ما هنالك ..
وذهبنا أنا والشيخ محمد أبو زهرة وآخرون، ومكثنا ليلاً طويلاً نرقب الأفق، ونبحث فى الجو، ونفتش عن شىء، فلا نجد شيئاً البتة (4) . وبين الحين والحين نسمع صياحاً من الدهماء المحتشدين لا يلبث أن ينكشف عن صفر .. عن فراغ .. عن ظلام يسود السماء فوقنا .. لا عذراء ولا شمطاء ..وعدنا وكتبنا ما شهدنا، وفوجئنا بالرقابة تمنع النشر .. وقال لنا بعض الخبراء: إن الحكومة محتاجة إلى جعل هذه المنطقة سياحية، لحاجتها إلى المال، ويهمها أن يبقى الخبر ولو كان مكذوباً .. ما هذا ؟! (5)


ولقينى أستاذ الظواهر الجوية بكلية العلوم فى جامعة القاهرة، ووجدنى ساخطاً ألعن التآمر على التخريف وإشاعة الإفك، فقال لى: أحب أن تسمع لى قليلاً، إن الشعاع الذى قيل برؤيته فوق برج الكنيسة له أصل علمى مدروس، واقرأ هذا البحث . وقرأت البحث الذى كتبه الرجل العالم المتخصص (الأستاذ الدكتور محمد جمال الدين الفندى)، واقتنعت به،.)

ثم استفاض الأستاذ - رحمه الله – فى نقل تفاصيل علميه كثيرة هو بها مغرم و ذلك لإشباع الرغبة العقلية الجامحة المسيطرة على تفكيره . و الأمر عندنا أهون من ذلك فى طريقة إثباته و لكن الشاهد من كل ذلك أن فى الأمر شعوذة و دجل و من وراءه مكر و كيد ؛ إذ النصارى الآن فى حاجة لتحقيق مكاسب على أرض الواقع و لكن نتيجة إلى عدم وجود الرصيد الحقيقى الذى يساهم فى ذلك فلا بديل عن الانخراط  فى الأوهام والأكاذيب حتى تضمن البقاء لأتباعها و الانبهار والانتشارلغيرهم والله المستعان .(5)

وبعد أن انتهي من التفسيرات العلمية المتعددة لواقعة التجلي- والتي رجح انها ظاهرة طبيعية مثلها مثل البرق او التفريغ الكهربي للشحنات او الفجر القطبي وأن العلم الطبيعى لا ينكر حدوث هذه الظاهرة، واستمرارها فى بعض الليالى لعدة ساعات لكن نتيجة لعدم وضوح الرؤية وانتشار الظلام والاستعداد الداخلي لقبول مثل ذلك فان الخيال يلعب دوره في تصور ما يشاء من الصور والاشكال لذا فقد قدم لقرائه عددا من الاسئلة والاستشكالات طرحها كما يلي :-


1- إن الظاهرة خدعت الأقدمين من الرومان قبل عصر العلم، ثم فى عصر العلم فسر العلماء الظاهرة على أنها تفريغ كهربى، لكن التاريخ يعيد نفسه، فقد خدعت نفس الظاهرة الطبيعية أهل مصر، فأطلقوا عليها نفس الاسم الذى تحمله الكنيسة التى ظهرت النيران فوقها، ومن هنا ظن القوم خطأ أنها روح مريم عليها السلام ..
2- الظاهرة الطبيعية تحدث فى الهواء الطلق أعلى المبانى والشجر ولا تحدث داخل المبانى، وهو عين ما شوهد، ولو أنها كانت روح العذراء لراحت تظهر داخل الكنيسة بدلاً من الظهور على الأشجار والقباب ..
3- الظاهرة الجوية يرتبط ظهورها ومكثها بالكهربائية الجوية، وعموماً بالجو وتقلباته، فهل إذا كانت روحاً يرتبط ظهورها بالجو كذلك ؟؟ فضلا عن انها لا تشاهد إلا عندما يخيم الظلام، بسبب ضعف ضوء الوهج بالنسبة إلى ضوء الشمس الساطع . ولكن ما يمنع الأرواح الطاهرة أن تظهر بالنهار ؟؟ ..
4- إذا كانت نفس الظاهرة تشاهد فى أماكن أخرى فى مصر فما الموضوع ؟ .
وحاول الدكتور محمد جمال الدين الفندى أن ينشر بحثه فى الصحف فأبت، والغريب أنه لما نشر فى مجلة الوعى الإسلامى الكويتية منع دخولها مصر .. والأغرب من ذلك أن الأوامر صدرت لأئمة المساجد ألا يتعرضوا للقصة من قريب أو بعيد ! وذهب محافظ القاهرة سعد زايد ليضع تخطيطاً جديداً للميدان، يلائم الكنيسة التى سوف تبنى تخليداً لهذا الحدث الجليل .. وعلمت بعد ذلك من زملائى وتلامذتى أن لتجليات العذراء دورات منظمة مقصودة .(6) فقد ظهرت فى الحبشة قريباً من أحد المساجد الكبرى فاستولت عليه السلطة فوراً، وشيدت على المكان كله كنيسة سامقة !! وظهرت فى لبنان فشدت من أزر المسيحية التى تريد فرض وجودها على جباله وسهوله مع أن كثرة لبنان مسلمة . وها هى ذى قد ظهرت فى القاهرة أخيراً لتضاعف من نشاط إخواننا الأقباط (7) كى يشددوا ضغطهم على الإسلام ..
وقد ظلت جريدة وطنى الطائفية تتحدث عن هذا التجلى الموهوم قريباً من سنة، إذ العرض مستمر، والخوارق تترى، والأمراض المستعصية تشفى، والحاجات المستحيلة تقضى .. كل ذلك وأفواه المسلمين مكممة،وأقلامهم مكسورة حفاظاً على الوحدة الوطنية . وسوف تتجلى مرة أخرى بداهة عندما تريد ذلك المخابرات المركزية الأمريكية . ولله فى خلقه شئون ..

الهوامش :-

(1) والسؤال التقليدي هنا لماذا تصر العذراء على أن تتجلي على شكل هالات ضوئية؟ لماذا لا تظهر بجسدها لتقطع الشك باليقين؟ خصوصا ان هناك اساطير تاريخيه تتحدث عن اعتقاد الآلاف في أوروبا بروئيتهم لساحرات يسبحن في الفضاء وهو في الحقيقه محض خيال لان العقل الجمعي في هذه الحاله يستطيع أن يدفع البعض إلى الاعتقاد بمشاهدتم لحدث لمجرد أن الأخرين يتحمسون للحدث ذاته. فضلا عن ما تمت مشاهدته ما هو إلا هالات ضوئية يمكن إحداثها بواسطة أليات التقنية الحديثة.

(2)هو كتاب" قذائف الحق"والذي نقلنا عنه هذا التقرير.

(3)هذه القصة وقعت في حوالي عام 1972وهذا الامر ان دل علي شيء انما يدل علي رغبه النصاري الدفينه في تصدير دينهم الي المسلمين وانهم اذا وجدوا الفرصه سانحه فلن يتوانوا في نشر عقيدتهم والتبشير بها بين المسلمين وما اجمل تفطن الاستاذ محمد لمثل هذه الملحوظه حيث لم يتعامل معها بالسذاجه المفرطه التي يتعامل معها انصار الوحده الوطنيه ومع ان الاستاذ واحدا منهم الا ان غيرته علي دينه وشعوره بالخطر علي دين عوام المسلمين تجعله يكشف مثل هذه الحيل التنصيريه بين المسلمين وهذا يذكرنا بموقف الدكتور يوسف القرضاوي عندما هاجم الشيعه مع انه من اشد المناصرين والداعين لمذهب التقريب بين السنه والشيعه الا انه ايضا لاحظ نفس الملاحظه من محاولات الشيعه لنشر مذهبهم في وسط جماهير اهل السنه فيلليت قومي يعلمون

(4) لا يمكن لمثل هؤلاء ان يروا شيئا مما يحكي عنه هؤلاء الافاكون لان قلوبهم لم تتلوث بظلمه الكفر وغفلته بل علي الاقل لانهم يملكون العقل السوي الفطري الذي يستطيع ان يميز بسهولة بين الخرافة والحقيقة.

(5) يؤيد هذا المذهب ان كل وقائع ادعاء التجلي كانت تتم في اعوام مليئة بالاحداث المثيرة.

 (6) يفخر النصاري في مصر ان العذراء دائما ما يقع اختيارها علي مصر لتكون محلا للظهور والتجلي  وهم انفسهم يقللون من شأن هذه التجليات الخارجية للدرجه التي تجعلهم يشككون بعضهم البعض بشأن هذه الظهورات ، والناظر في تاريخ ادعاءات التجلي يجد ما يلي :-

ü    ظهرت فى فرنسا فى مدينة لورد سنة 1858م فى الفترة من الخميس 11 فبراير الى الجمعة 16 يوليو وكانت عدد ظهوراتها فى هذة الفترة 8 مرات.

ü    ظهرت فى فاتيما بالبرتغال وكشفت لثلاثة اسرار خطيرة. فى الفترة من 12 مايو 1917 الى 13 أكتوبر 1917 عدد مرات الظهور بما يعادل مرة كل شهر فى نفس التاريخ.

ü    ظهرت فى بلجيكا " العذراء ذات القلب الذهبى وعذراء الفقراء " ظهرت فى الفترة بين 29 نوفمبر 1932 و3 يوليو 1932 م فى كل من مدينة بورنج وبانوة عدد المرات الظهور 4. مرة فى المدينتين.

ü    ظهرت فى جرانيديل بأسبانيا " تحذير للعالم..... وعقاب آت ومعجزة عظيمة ستحدث " ظهرت مرات كثيرة فى الفترة من 18 يونيو 1961 م الى 13 نوفمبر 1965 م.

ü    اما عن ظهورها فى مصرفقد ظهرت اول مره في الزيتون في عام 1968 ثم توالى ظهورها فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المعادي وإدفو ودير أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة ونبروه وشبرا ودقادوس والمنوفية وأسيوط وأخيرا الوراق بالجيزة في الموافق ديسمبر 2009

(7) اطلاق مثل هذا اللفظ لا يجوز حتي ولوقصد به الاخوة في الانسانية او في الوطنية لان الله نهانا عن ذلك في عدة مواطن من قرانه منها (ياايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالموده) وقال عن ابراهيم عليه السلام (لقد كانت لكم اسوه حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ).

 

تم نسخه بتاريخ 2/2/2010

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة