السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الظهور الإعلامي للإسلاميين ما له وما عليه

الظهور الإعلامي للإسلاميين ما له وما عليه
أحمد الشحات
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٨:٣٨ م
816

الظهور الإعلامي للإسلاميين ما له وما عليه

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

عاني الإسلاميون بجميع فصائلهم من إقصاء متعمد من الظهور في الساحة الإعلامية لمدد طويلة من الزمن اللهم إلا مؤخراً حيث اضطر النظام السابق للرضوخ فيه لمستجدات الواقع الجديد من انتشار الفضائيات والدخول في عصرالسماوات المفتوحة.

وقد كانت تجربة بالنسبة له تحت طور الإختبار ولم يكن في ظني قد وصل فيها لقرار أخير مع التلويح دائما بورقة إغلاقها والقبض علي رموزها وغير ذلك ثم يلتزم من يخرج علي الهواء بإشتراطات كثيرة تعسفية تخص طريقة الكلام وإختيار الألفاظ ونوعية الموضوعات الي غيرذلك من قيود فضلا عن أنه كان يرمي بذلك علي المدي الطويل أن تكون الدعوة من خلال الفضاء بديلا عن الدعوة في المساجد ومن خلال التعامل المباشر التي هي الأساس والأصل.

ثم قامت الثورة......

وبشكل طبيعي إنهالت العروض الإعلامية علي كل المعارضين للنظام السابق لكي يخرجوا إلي الإعلام وقد كانت لهم في ذلك مآرب عده؛ منها غسل العار الذي لحق بهم من تأييدهم للنظام السابق ودعايتهم له ومنها أنه واجب الوقت ولزوم"أكل العيش" ومنها ما يخص الإسلاميين خاصة حيث كان الهدف في معظم اللقاءات الإعلامية إما ضغط في سبيل القبول بمعطيات العلمانية والتخلي عن الثوابت الدينية وإما تشويه للفكرة ونقل صورة سلبية عن التيار الإسلامي وقد تم لهم جزء مما أرادوا في المحورين المذكورين من بعض المنتسبين للتيار الإسلامي بين مقل ومكثر وفي المقابل حدث أيضا كثير من النجاحات العظيمة التي لم تخطر ببال أحد سواء كان من المؤيدين أو من المعارضين لفكرة الظهور ذاتها.

لذا فيمكن إعتبار هذه المرحلة حقبه المعارك الإعلامية.......

في تلك الفترة لم يحسم كثير من الإسلامييون مبدأه في مسألة الإنفتاح علي الإعلام مثل:-

 مع من يظهر؟

 من لا يمكن بأي حال الجلوس معه ؟ ولماذا؟

كيف العمل مع المذيعات المتبرجات؟ الظهور والإنكار أم الظهور والسكوت أم الرفض مطلقا؟

كيفيه التعامل مع الأسئلة المفخخة؟

هل تظهر القيادات والرموز أم لا؟

وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي ربما لم تحظي بدراسة متأنية وهادئة من قبل الكيانات الإسلامية في ذلك التوقيت بل غالبا ما كانت مواقف لحظية تقديرية حسب كل حادثة وذلك لتسارع الأحداث وكثرة الأزمات والمشكلات الخ.

الحاصل أن معظم الإسلاميين ظهر في معظم القنوات الفضائية الإسلامي منها وغير الإسلامي ومع معظم المذيعين الموافق منهم والمخالف والبعض ظهر مع نساء متبرجات والبعض تحفظ واشترط لبس الحجاب.......

إذن لو هناك عمل حقيقي وجاد يمكن لنا أن نقوم به الآن هو أن نقوم بدراسة هذه التجربة السابقة بكل إنصاف وتجرد ونتأمل في سلبياتها وايجابياتها ونخرج علي قادتنا وشيوخنا بدراسة مهنية ومحترمة عن هذه التجربة الجديدة علينا جميعا.

أما أن ننشغل بفلان الذي ظهر مع المذيع النصراني وعلان الذي تكلم مع المذيع العلماني فهذا من المزايدة التي هي بعيدة كل البعد عن الإنصاف والحيادية لأن الجميع سيلحقه نفس الذم والنقد لو افترضنا أنه تصرف خاطيء ، وهذا ما نربأ به عن جميع إخواننا من الإسلاميين والله المستعان.

تم نسخه بتاريخ 17/5/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة