دروس
مِن قصة نبي الله هود -عليه السلام- (موعظة الأسبوع)
كتبه/ سعيد
محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام
على رسول الله، أما بعد؛
مقدمة:
- قصة النبي هود -عليه
السلام- يظهر منها جليًّا صراع الحق مع الباطل المغتر بقوته المادية المتفردة في
زمانه.
- هو أول نبي عربي، وكان
بعد نوح -عليهما السلام-، قال الله -تعالى-: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ
جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا
إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) (الأعراف:69).
(1) مَن هم قوم
عاد، وبداية دعوتهم؟
- مكانهم
الأحقاف في جنوب الجزيرة: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ
وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأحقاف:21).
- كانوا أشد أهل
زمانهم "عسكريًّا وبدنيًّا": (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ
خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً) (الأعراف:69)، (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا
فِي الْبِلادِ)
(الفجر:6-8)، (وَإِذَا بَطَشْتُمْ
بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (الشعراء:130).
- كانت لهم قوة
اقتصادية عظيمة: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129).
- كانت
لهم قوة اجتماعية ورفاهية: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (الشعراء:128)، (وَاتَّقُوا الَّذِي
أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ . وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الشعراء:132-134)، قال المفسرون: كانوا
يبنون القصور العظيمة على الجبال والأماكن المرتفعة، ولا يعيشون فيها إلا أيامًا
قليلة؛ لأنهم كانوا يسكنون الخيام العظيمة.
- كانوا أول
مَن عبد الأصنام بعد الطوفان: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ
بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ
ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (هود:48)، قال المفسرون: "كان لقوم عادٍ
أصنام ثلاثة: صمد، وصمود، وهر"، قلتُ: وفي زماننا أصنام كثيرة: "الولي -
الإمام - العالمانية - الليبرالية - وغيرها كثير... ".
- مِن
حكمة الله إرسال الرسل لتقويم الانحراف: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (الأعراف:65).
(2) موقف عاد مِن
دعوته:
-
الاتهام بالبشرية استكبارًا: (وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) (المؤمنون:33).
- الاتهام بالكذب
والافتراء مِن الأساطير: (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ
مِنَ الْوَاعِظِينَ . إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ) (الشعراء:136-137).
- الاتهام بالسفه
والجنون "على طريقة: الدين شيء عظيم وأنت تفتري على الدين!": (قَالَ
الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا
لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (الأعراف:66)، (إِنْ نَقُولُ إِلا
اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ) (هود:54).
- تسلـُّط
الملأ على العامة لتشويه الدعوة والداعي والتشكيك في العقيدة: (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ
بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ . أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ
وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ . هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا
تُوعَدُونَ . إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ
بِمَبْعُوثِينَ)
(المؤمنون:34-37).
(3) صبره
عليهم وتفنيد تهمهم:
- بطلان
تهمة البشرية، فإنما الفرق في العلم الشرعي الذي يفضَّل به عليهم: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ
جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا
وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف:63).
- بطلان تهمة
السفه، فما يحمله مِن الرسالة والهدى فيها ما يرد ذلك: (قَالَ يَا قَوْمِ
لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . أُبَلِّغُكُمْ
رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) (الأعراف:67-68).
- بطلان تهمة
طلب الدنيا، فلا منفعة دنيوية تعود عليه، بل يتحمل المشاق لأجل هدايتهم: (يَاقَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ) (هود:51).
- شكر نعمة الله
يقضي إفراده بالعبادة: (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأعراف:69)، (وَاتَّقُوا الَّذِي
أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ . أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ . وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
. إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، (أَتُجَادِلُونَنِي
فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ
سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (الأعراف:71)، (إِنِّي تَوَكَّلْتُ
عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (هود:56).
(4) إصرارهم على
الكفر:
- إعلان التمسك
بدين الآباء: (قَالُوا يَا هُودُ
مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا
نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) (هود:53)،
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ
آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الأعراف:70).
- الفجور والاستهزاء
والمعاندة: (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا
أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ) (الشعراء:136).
- الاغترار
بالقوة المادية والتحدي: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي
خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15).
- وهنا لا
بد مِن المفاصلة والبراءة، فإنه يوشك أن ينزل بهم العذاب: (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ
اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ . مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي
جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) (هود:54-55)، (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ . قَالَ عَمَّا
قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ) (المؤمنون:39-40)، (قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)
(الأعراف:71).
(5) نزول العذاب
سنة الله في الظالمين:
- ذكر المفسِّرون
أنهم لما أصروا على الكفر، وتحدوا نبيهم، أمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى
جهدهم ذلك، ثم أرسل عليهم السحب العارضة التي ظاهرها الغيث وحقيقتها الهلاك
والعذاب: (فَلَمَّا رَأَوْهُ
عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ
مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ
رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (الأحقاف:24-25).
- أين
القوة العسكرية؟ وأين القوة الاقتصادية؟ وأين التقدم العمرانى؟! (وَفِي عَادٍ إِذْ
أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ . مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ
إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) (الذاريات:41-42)، (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ
فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ
بَاقِيَةٍ) (الحاقة:6-8).
- بقيتْ
لهم اللعنة في الدنيا ويوم القيامة ينتظرهم العذاب الأليم: (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
. وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا
كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) (هود:59-60).
(6) دروس
مستفادة:
1-
التقدم العمراني والصناعي والعسكري لا ينفع أصحابه ما لم يكن على منهج الله: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ
الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ
بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).
2- الرياح
والأمطار جند لله لا ندري ماذا تحمل معها: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَ
النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قَالَ: (اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ
مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا
أُرْسِلَتْ بِهِ)، قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ،
وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ
ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: (لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا
هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ) (الأحقاف:24) (رواه مسلم).
3- طريق هلاك الأمم
الكافرة واحد متسلسل "الكفر بالله - ثم الاغترار بالقوة المادية - محاربة
الدين - نزول العذاب والهلاك": (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ
انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11).
4- إهلاك
الكافرين مقرون بالحال الإيمانية للمؤمنين: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ
كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ
جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات:171-173)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
(الرعد:11)، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ
مَنْ يَنْصُرُهُ) (الحج:40).
5- صلاحية قصص
الأنبياء للاتعاظ في كل زمان ومكان.
اللهم إنا نعوذ بك مِن زوال
نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
موقع
أنا السلفي
www.anasalafy.com