الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مؤسسة الرئاسة والضربة الجوية الجديدة

مؤسسة الرئاسة والضربة الجوية الجديدة
أحمد الشحات
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٣:٢٨ م
788

مؤسسة الرئاسة والضربة الجوية الجديدة

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

شهد العالم المعاصر علي مدار تاريخه صورا متكررة من القادة والزعماء الذين لا يملكون شيئا من مقومات القيادة الا اسمها وقد تسلطوا علي رقاب العباد وعلي مقادير البلاد وصنعوا هالة كاذبة ووهمية حول بطولاتهم النادرة وعبقريتهم الفذة وعقلهم الملهم وسياستهم الحكيمة الي ما لا نهاية له من كلمات التفخيم والتعظيم التي لا تملك النفس السوية أمامها الا أن تستعيذ بالله من الكبر والغرور.

يبحث هؤلاء المزيفون عن أدوار بطولية يدعونها كذبا علي شعوبهم وخداعا لأبناء وطنهم تأكيدا علي جدارتهم لتولي أمور البلاد وقيادة الأمة مع أنهم يعرفون أنهم أبطال من ورق.

وأحيانا يكون للبطولة أصل وللحكاية بداية ولكن شتان بين البداية والنهاية وبين المقدمة والنتيجة فقد تبدو المقدمة طبيعية أو منطقية بل ربما تقليدية ولكن يتم قراءتها والترويج لها بطريقة " يعمل من الحبة قبة " واذا أضيف الي ذلك عامل التكرار أصبح "ما تكرر تقرر" واذا استحضرنا طريقة العرض وسبل الترويج وصلنا الي مرحله الابهار والاعجاب.

ولأن هؤلاء القادة مفلسون بالفعل وليس لديهم كبير انجازات يقدمونها لشعوبهم – حتي ولو بالكذب – فانه يعمد الي عمل ما في تاريخه ويصوره علي أنه المعجزة التي غيرت مجري التاريخ ويركن اليها طوال حياته ويتخذ منها صكا للتسلط طوال عمره.

شاهدنا ذلك مع حسني مبارك الذي ظل يصدع رؤسنا بالضربة الجوية الأولي وإجرم اعلامه الكاذب عندما زيف الحقيقة واختزل حرب العاشر من رمضان المجيدة في الضربة الجوية فقط وتناسي في سبيل ذلك المهندسون الحقيقيون الذين خططوا للحرب وقادوها علي أرض الواقع.

أخشي أن يسلك الدكتور محمد مرسي – الان- هذا المسلك فبعد نجاحه في اخراج القوات المسلحة من الحياة السياسية واقتصارها علي النواحي الفنية والقتالية في حماية أمن الوطن واستقرار الدولة لم نري أي انجاز بعد ذلك علي أرض الواقع وكلما تحدثنا مع أحد من مؤيدي الرئيس فانه يهرع مباشرة الي هذه الكلمة " الم ينجح الرئيس في اخراج الجيش من حلبة الصراع السياسي؟"

وهذا في رأيي بداية الافلاس !

فكون أن نغمض أعيننا عن أخطاء كارثية كادت أن تعصف بسفينه الوطن وما زالت مستمرة حتي الان فهذا افلاس.

كون أن نظل نردد انجازا واحدا نحمي به أنفسنا من سهام النقد ونستر به أوضاعنا الضعيفة والهشة فهذا افلاس.

كون اننا لم نستفد من تجربة ما زالت ماثلة أمام عيوننا بكل أخطائها وخطاياها ولم نأخذ منها العظة والعبرة فهذا افلاس.

المؤلم في هذا الامر أننا وبعد كل هذه السنين اكتشفنا أن الضربة الجوية كانت كاذبة فيما كانت توهم الناس به فهل يتصور أن نكتشف يوما ما أن الضربة الرئاسية التي أيدناها وفرحنا بها هي الاخري مفتعلة وأن ثم شيء اخر وراء الكواليس لم يتسني لنا أن نعرفه ؟! ربما

تم نسخه بتاريخ 24/3/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة