الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رقص علي ظهور الدبابات

رقص علي ظهور الدبابات
أحمد الشحات
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٣:٣١ م
835

رقص علي ظهور الدبابات

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

لقد مر الجيش المصري بتجربتين متقابلتين تماما في الأسباب والمقدمات والنتائج :-

التجربة الأولي :-

كانت في عام 67 والذي أُطُلق عليه عام النكسة بما أدي من هزيمة حربية ومعنوية بأقوي جيش في المنطقة العربية؛هذه النكبة المفجعة علي الصعيد العسكري مهدت لها نكبة أخري ولكن علي الصعيد الديني والأخلاقي فأدت إلي إنهارالجميع قيادة وجنودا وجيشا وشعبا.

وبما أن الطيورعلي أشكالها تقع فقد كان رفيق الجيش وقتها هو طابور من المغنييات والممثلات والراقصات الذين ظلوا مع الجنود حتي أجهزوا عليهم تماما ثم تركوهم صرعي ورحلوا ، وبالمناسبه كان هذا العار في فترة جمال عبدالناصر الذي نسي له الشعب كل كوارثه وخرجت الملايين في الشوارع تهتف بحياه الزعيم وتتغني بإسمه!!

التجربة الثانية :-

فقد كانت في عام 73 الذي سُمي عام النصر بما حققه الجيش من إنتصار تاريخي ومعجز علي الجيش الذي لا يقهر والقوات التي لا تنهزم.

لكن كيف حدث النصر بهذه الطريقة العجيبة؟

جاء النصر عندما لجأت الأمة إلي الله وأيقنت القيادة أن ما حل بها من بلاء سببه البعد عن الله وحرب أؤلياءه ففتحوا أبواب المعتقلات ليخرج منها شباب من خيرة أبناء الوطن كانوا قد سُجنوا ظلما وعدوانا وبدأت الدولة في محاربة الفساد والإنحلال وناشدت الشعب التمسك بالدين والأخلاق ودخلت عمائم الأزهر وشيوخه إلي معسكرات الجنود ولازموهم في ثكناتهم لكي يحثوهم علي الجهاد ويرغبوهم في الشهادة وتعالت صيحات التكبير وإصطف الجنود في الصلاة وقرأوا القرأن وصاموا النهار وقاموا الليل فكانت النتيجة المبهرة التي رأيناها وصدق الله في قوله " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي".

فيا قومنا أي تجربة تودون أن تتكرر؟

ما أراه الأن من صور المغنيات والممثلات مع الجنود وعلي ظهور الدبابات ينذر بشؤم كبير علي الجيش وعلي مستقبله .

وسائل الإعلام وصفحات الجرائد كلها تتكلم عن التجربة الناصرية وعبقريتها ويجعلون أمال الشعب معلقة علي هذا السراب.

لا ننكر أن الحقبة الناصرية كان بها العديد من الإصلاحات في مجالات عدة ، ولكننا اليوم لا نهتم بنقد هذه التجربة بقدر ما ننتقد من يريد النقل الأعمي لها خصوصا عندما لا ينقل إلا الجانب المظلم منها.

 إننا نحب جيشنا بالفعل ونحرص علي وحدته وسلامته ونتمني له الخير لكننا في نفس الوقت نري أن ما يسير فيه الأن قادة الجيش لن يؤدي إلي خير أبدا وأسألوا التاريخ ينبئكم.

تم نسخه بتاريخ 2/10/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة