الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ثقافة المرحلة

ثقافة المرحلة
أحمد الشحات
الاثنين ٠٧ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٥:٤٦ م
869

ثقافة المرحلة

كتبه / احمد الشحات

 مشهد عبثي وكوميدي بكل معاني الكلمة000000!!

عدد من الأطفال لايتجاوز عمر أكبرهم العشر سنوات اجتمعو فى احد الشوارع المحيطة بمسكنهم ليلا وقاموا باغلاقه أمام السيارات بعدد من المتاريس الصغيرة ثم أتبعوا ذلك بعاصفة من الصياح والهتاف "الشعب يريد اسقاط النظام " ثم تطور الأمر الى سؤال المارة عن بطاقة تحقيق الشخصية!!

الى هنا ينتهى المشهد الهزلى مع هؤلاء الأطفال الهزليين ولكن دعونا نقف قليلا امام هذا المشهد علنا نستفد منه شيئآ0

أولا:هذا الذى حكيت عنه انفآ يسمى فى علم التربية "فن المحاكاة " فرغم عدم ادراك هؤلاء الصغار لحقيقة ومضمون مايفعلون الا أنهم اندفعوا بفعل الرغبة فى التقليد لتطبيق مايرونه ليل نهار على شاشات التلفاز من اغلاق الشوارع وقطع الطرق وبث الفوضى ونشر الذعر فانتقل هذا الشعور فى اللاوعى بكل سهولة فكان ماحكينا0

ثانيآ:هذا الجيل الذي شهد قيام الثورة والجيل الذى يرصد الان توابعها ونتائجها قد ساهم في تكوينه الشخصي ووعيه الثقافى عدد هائل من القيم الجديدة والسلوكيات المستحدثة التى سوف تتحكم - شئنا أم أبينا -  في طبيعة المرحلة القادمة0

ثالثآ: هل ينتبه الساسة وعلماء التربية وخطباء المساجد الى الحراك الاجتماعي الهائل الذى جد على الساحة الداخلية في منظومه القيم والمبادئ والسلوكيات ؟! وماذا أعدوا لهذا التغير؟! وكيف نستثمر العوامل الايجابية التى ظهرت فى مجتمع عانى من ويلات الكبت والقهر لعقود من الزمن ؟وما هي مخلفات المرحلة التى أطلت برأسها علينا.

رابعآ:نحتاج الى عقد ورش عمل وصالونات ثقافية حول الوسائل التى نستطيع ان تحتوى بها الظاهرة الثورية وكيفية اختراق المجتمعات الشبابية على مختلف شرائحها وطبقاتها والا خرج المجتمع عن السيطرة.

خامسآ:استغراق الجماعات الدعوية فى السياسة وتقصيرها فى ملف الدعوة والتربية أحدث شرخآ كبيرآ فى المجتمع تلمسنا جميعا  اثاره ونتائجه فلابد ان نعود مرة اخرى وباقصي سرعة الى الاهتمام بهذه المحاور التى لن يهتم بها غيرنا ولابد ان يعود الينا اللسان الدعوى وطريقة الحوار التربويه لان لغة السياسة أفقدتنا ولاشك مساحة من القبول المبدئي في اوساط الشباب واصبح بعضهم ينظر الينا بعين الخصم السيلسي او المنافس الحزبي بدلا ان كان ينظر الينا بعين التوقير احترامآ لما ندعو اليه اونحمله0

والله الموفق والهادي الي سواء السبيل.

 

تم نسخه بتاريخ 17/3/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة