الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

من نعيم أهل الجنة

ما دام الإنسان في الدنيا؛ لن يجد نعيمًا خالصًا

من نعيم أهل الجنة
أحمد حمدي
الاثنين ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ - ١١:٥٥ ص
1129

من نعيم أهل الجنة

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال الله تعالى: (متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا)؛ أي بردًا.
مِن نعيم أهل الجنة أنهم يعيشون في جو معتدل لا فيه ارتفاع لدرجة الحرارة ولا برد، وقال الله تعالى في شأن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار: (كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم) فلو قال بردًا فقط، فمن البرد ما يقتل وما يكون عذابًا لصاحبه، ولكن قال تعالى: (بردًا وسلامًا على إبراهيم).

فما دام الإنسان في الدنيا؛ لن يجد نعيمًا خالصًا، قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أى تعب، فالنعيم الخالص في الجنة، فما أضعف الإنسان يشكو من الصيف ومن الشتاء.

تذكر الإنسان ذلك عندما كانت موجة البرد الشديدة في بداية هذا الأسبوع فتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضى الله عنه: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب؛ أكل بعضي بعضًا، فأذن الله لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر فهو من سموم جهنم، فاستعيذوا بالله من عذاب جهنم".

فهل عندما شعرنا بهذا البرد بدلًا من الشكوى تذكرنا الآخرة وعذاب النار، فانتبهنا من غفلتنا وجددنا التوبة وبادرنا بالعمل الصالح والدعاء أن يعيذنا الله من عذاب جهنم؟
هل تذكرنا بهذا البرد نسمة الله علينا في بلادنا، فمهما كان البرد لا يقارن ببعض البرد الأخروي التي تصل فيها درجات الحرارة للسالب، فتتجمد فيه الأطراف والدماء في العروق، فحمدنا الله على رحمته وعافيته بهذا؟
هل تذكرنا إخواننا المشردين في سوريا واليمن وبورما والمهاجرين من المسلمين في بقاع العالم فتعاطفنا معهم ودعونا لهم أن يعافيهم وينجيهم الله من كل كرب؟
هل تذكرنا إخواننا الفقراء في بلادنا الذين لا يجدون غطاءً ولا سقفًا أو بيتًا أو مأوى فواسيناهم بالدعاء والصدقة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم؛ كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
فهي دعوة إلى جمع البطاطين وملابس الشتاء للفقراء؛ فمِن رحمة الله بنا أن رفع عنا الحرج في الدين وجعل لنا رخصة من لبس الخفين والمسح عليهما، ولذلك عند البرد الذي يتضرر فيه الإنسان أو يتعرض للهلاك في بعض البلاد أو الأماكن أن يتيمم؛ لأن من البرد ما يقتل.

عندما يتذكر العبد الثواب والأجر المترتب على إسباغ وإكمال وإتقان أعضاء الوضوء رغم برودة الماء عندما يتوضأ أو يغتسل للصلاة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، ما تكره من برودة الماء أو حرارتها، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة إلى الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط".
فشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل هذه المشقة والصبر عليها في العبادة بالرباط، أي حراسة ثغور المسلمين في الجهاد في سبيل الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
630 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
784 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
618 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
945 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
624 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
682 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠