الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

صور من تحقيق الأخوَّة الإيمانية

علاقة الأخوَّة الإيمانية هي الباعث الحقيقي والدائم لكي يشعر المؤمن بأخيه المؤمن

صور من تحقيق الأخوَّة الإيمانية
محمد القاضي
الخميس ١٧ ديسمبر ٢٠١٥ - ١١:٤٨ ص
1414

صور من تحقيق الأخوَّة الإيمانية

كتبه/ محمد القاضي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لاشك أننا غارقون إلى النخاع في الحياة المادية التي تكتنفنا من جميع الأنحاء والأرجاء بحيث تنسينا المعاني الإيمانية المهمة التي نعيش بها ولأجلها، ومن جملة هذه المعاني معنى الأخوَّة الإيمانية الذي يعد الرابط الحقيقي بين الأخوة وهو الوشيجة التي تغذي أوصال البدن بالغذاء 
فنحن في ظل الحياة المادية يجب ألا ننسى أمثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر( .
علاقة الأخوَّة الإيمانية هي الباعث الحقيقي والدائم لكي يشعر المؤمن بأخيه المؤمن، وبما قد يصيبه من الآلام والأوجاع، يعيش قضيته ويشعر بمعاناته ويحقق كل معاني الأخوَّة التي حثنا عليها الشرع.

فمعاني الأخوَّة تعني في المقام الأول سلوكًا بين الإخوة المتحابين يعبرون به عن حبهم ومودتهم، فهم أحرص الناس على حصول الخير لإخوانهم يمتثلون لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فكمال إيمانه الواجب مرتهن بتحقيق هذا المعنى وياله من معنى عزيز؛ فالرجل لا يكون مؤمنًا حتى يحب لإخوانه ما يحب لنفسه وتحضرني مقالة لبعض السلف: " لم يتحقق الإيمان من أحب لإخوانه أن يكونوا مثله، فكيف بمن يريد أن يكونوا دونه"؟! 
هذه المقالة تعبِّر عن التربية الإيمانية التي كان عليها السلف، وإلى أى مدى ترقَّوا في معاني العبودية في هذا المجال حتى تخرج أمثال هذه العبارات التي لها واقع في حياتهم؛ فمن منا اليوم إلا من رحم الله يحب لإخوانه أن يتقدموا عليه في أمور الدين والدنيا، فهذا أمر شاق على النفوس لا تأتيه إلا النفوس التي طوعت جبلتها للوحي وألجمت نفوسها بلجام التقوى، 
بل للأسف الشديد ما يدور اليوم في مجتمع الصحوة بين الكثير من أبناء الصحوة من التقاطع والتدابر والتشاحن الذي سببه الأساسي هو الحسد، أمرٌ يندى له الجبين، وهو يبرز بصورة فجة هشاشة معاني الأخوَّة عند البعض التي تعبر تعبيرًا طرديًّا عن مستوى الإيمان في القلوب وعمق معانيه فيها.
فالأخوَّة الإيمانية سلوك، هذا شعارٌ يجب أن نرفعه في الفترة القادمة؛ فيكون الواحد منا حريصًا على عرض إخوانه في السر والعلن.
ففي العلن ينتقي أطيب الكلام ولا يعين الشيطان على إخوانه، وبالطبع لا يسب ويلعن ولا يطعن ولا يستهزئ بإخوانه ولا يسخر من أقوالهم بل يعطي جوارحه لمن يخاطبه فلا يشعر إخوانه بأنه غير مهتم بالحوار لما لذلك من أثر في نفوسهم وفي العلن.
وفي السر يحرص على عرض إخوانه فلا يقع في الغيبة ولا النميمة، وعندما يُذكر أخوه أمامه بسوء يدافع عن عرضه لأن هذا واجبه، وغير ذلك من الآداب التي يجب أن نراعيها والتي ينبغي أن تسود لكي نتقرب إلى الله بالأخوَّة الإيمانية الصادقة المخلصة التي يقبلها المولى جل وعلا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة