الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

تغيروا حتى تتغير الأمة

لن يتحقق ما ترجوه الأمة من تغيير إلا إذا تغيَّر كل فرد فيها

تغيروا حتى تتغير الأمة
علي حاتم
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٦:٣٦ م
1306

تغيروا حتى تتغير الأمة

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لا شك أن الأمة تنشد التغيير من حال إلى حال، من حال الشر إلى حال الخير، ومن حال الفساد إلى حال الصلاح، ومن حال التخلف إلى حال التقدم والازدهار. ولا شك أنه لن يتحقق ما ترجوه الأمة من تغيير إلا إذا تغيَّر كل فرد فيها، فتغيُّر الأمم إلى الأفضل إنما يتم بتغير أفرادها أولًا، قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

ولا شك أيضًا أن ما أحلَّ بالأمة من تدهور في شتى الميادين الاقتصادية الاجتماعية والأخلاقية وحتى الاعتقادية وغيرها إنما هو بسبب أفعال وأحوال أفرادها، قال عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، من أجل ذلك وجب أن يبدأ كل فرد من أفراد الأمة خطوات التغيير وخصوصًا الأخلاقية والسلوكية والاعتقادية بمنتهى الحزم والجدية ودون توقف أو تردد.

وأولى هذه الخطوات ألا يرضى كل فرد من أفراد هذه الأمة عن نفسه، فمن المعلوم أن المسلم إذا كان ينشد الدنيا في أمر من الأمور فعليه أن ينظر إلى من هو أقل منه على الدوام، أما إذا كان ينشد الآخرة فينبغي عليه أن ينظر إلى من هو أفضل منه على الدوام أيضًا، وهذا هو مضمون وصية علي بن أبي طالب إلى رجل سأله: يا أمير المؤمنين أوصني. والله عز وجل قال: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، فإذا خطا المسلم خطوة إلى الأمام مقتديًا بآخر حتى صار مثله وجب عليه أن يتطلع إلى من هو أفضل، وهكذا، فالإيمان يتفاضل، وأكمل الأمة إيمانا هو نبيها صلى الله عليه وسلم، والإيمان متضمن للأقوال والأفعال والمعتقدات والأخلاق والسلوكيات إلى آخر ذلك.

وثاني خطوات التغيير أن يشرع كل مسلم على الفور بمصاحبة الصالحين التي أمر بها ربنا عز وجل المؤمنين أنفسهم حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»، فعلى كل فردٍ إذن حتى ينجح في هذه الخطوة أن يهجر أهل الفساد –وما أكثرهم في أمتنا- فهم آفة زماننا هذا، ولن يتغير الفرد المسلم ينصلح حاله إلا إذا هجرهم وتمسك بمصاحبة الصالحين.

وخير دليل على ذلك قصة الرجل الذي قتل مائة نفس وكان النفس رقم مائة هي للعابد الذي أفتاه بأنه لا توبة له بسبب قتله تسعة وتسعين نفسًا، فلما ذهب لرجل من أهل العلم النافع أخبره بأن باب التوبة مفتوح ولكن عليه أن يهجر القرية التي عاش فيها وفعل فيها جرائمه وسط أهل السوء ويذهب إلى قرية أخرى حددها لها، أهلُها معروفون بالصلاح، فلما مات في الطريق إليها بعد أن عزم على التوبة انتهى أمره بدخول الجنة مع أنه لم يعمل من الصالحات سوى العزم على التوبة وهجره أهل الفساد.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة