الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

شبهة حول عذاب أهل النار وجوابها

السؤال: هل أهل النار يتعايشون مع عذاب النار ويتأقلمون معه حيث جاء في القرآن أنهم يأكلون ويشربون ويتكلمون؟! وكيف نفهم ما ذكره الله مِن محاورات تقع بيْن أهل النار وأهل الجنة وغير ذلك... ؟! أليس أهل النار في عذاب فظيع يمنعهم مِن التفكير والكلام؟! فإن الواحد منا مِن أهل الدنيا إذا كان متألمًا ألمًا شديدًا لا يستطيع التفكير والتركيز والكلام، ولا تكون له همة لطعام وشراب... فهل هذا معناه أن عذاب النار للكفار يكون مؤلمًا فقط، لكنهم يعتادون عليه؛ لأنهم مخلدون فيه، وهذا مِن رحمة الله بخلقه؟

الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٧:٠٣ م
924

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأهل النار هم أهل الغضب، وعذابهم لا يثبت، بل يزداد (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا) (النبأ:30)، أما لفظ يتعايشون معه؛ فهم بيْن الموت والحياة (لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى) (طه:74)، وما تتوهمه مِن تأقلمهم عليه مع كونك ذكرتَ أن هذا مِن رحمة الله بخلقه ليس صحيحًا؛ لعدم الدليل عليه، بل الدليل على خلافه، فهم كما قال الله -تعالى-: (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) (إبراهيم:17)، فهم يُعذبون حتى بالنـَّفـَس (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (هود:106)، ثم إنه يأتي عليهم حال لا يتكلمون فيها (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:108).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com