الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

انتشار الكسب الحرام

ظاهرة انتشرت في مجتمعاتنا في الوقت الحاضر بصورة كبيرة للغاية

انتشار الكسب الحرام
علي حاتم
الاثنين ٠٤ يناير ٢٠١٦ - ١١:١٩ ص
1418

انتشار الكسب الحرام

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

إن الكسب الحرام ظاهرة انتشرت في مجتمعاتنا في الوقت الحاضر بصورة كبيرة للغاية، وقد بين الله عز وجل أن ذلك من خطوات الشيطان، فقال عز من قائل: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالًا طيبًا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).

والكسب الحرام يتخذ صورًا كثيرة وأساليب متعددة من بينها السرقة والتطفيف في الكيل والميزان، والغش وأكل المال بالباطل وخيانة الشريك لشريكة والربا وغير ذلك من الأساليب التي يمتلأ بها المجتمع في وقتنا الحاضر، والرغيب أنه قد لا يوجد شخص في مجتمعنا لا يعرف الحرام من الحلال فيما يتعلق بالكسب أو يسمع به لكن حب المال طغى على كل شيء وأصبح يُنسي الإنسان الآثار التي يترتب على أكل الحرام قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رقناكم)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمه من حرام وملبسه من حرام وغُذي من حرام فأنَّى يُستجاب له".

وهذا الحديث وغيره يُظهر واحدًا من أهم آثار التكسب منحرام ألا وهو عدم استجابة الدعاء.

وهذا يضر بالمسلم في دنياه وآخرته فيؤدي إلى قسوة قلبه ومح البركة من ماله وسوء خلقه ومن ثم ينتشر سوء الخُلق في المجتمع، وما الذي يمكن أن ننتظره من رجل يتكسب من حرام فيكثُر في يديه المال الحرام في أي مجال يُنفق هذا المال؟

لا شك أنه سيحاول إنفاقه في الحرام، ولعل من أعظم أسباب التكسب من حرام الطمع وعدم القناعة بما قسم الله للعبد، ولو علم المرء خطورة التكسب من حرام حين يلقى الله عز وجل ما فعل ذلك، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة". فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: "وإن كان قضيبًا من أراك".

ولعل من أعظم أسباب التكسب من حرام: ضعف الإيمان وعدم الخوف من الله والتعلق بالدنيا والرغبة في امتلاك المال وخصوصًا في زماننا هذا.

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"، وجاء في الحديث: "ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"، وهذا يعني أن العبد حين يسرق ينتفي من قلبه القدر من الإيمان الذي لو كان موجودًا لحجبه عن السرقة.

من كل ما تقدم لا نملك إلا التحذير الشديد من هذه المعصية التي لا توبة للعبد منها إلا برد المال المغتصب لصاحبه أو أن يسامحه صاحبه، بالإضافة إلى شروط التوبة الأخرى، وإلا فإن الحقوق سترد لأصحابها في عرفات القيامة حين تكون العملة المتداولة هي الحسنات والسيئات بدلًا من الدراهم والدنانير، والله المستعان.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة