السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

كيف قهر المصريون الشيعة الروافض

استعصت مصر على الروافض وقهرتهم مرارًا فلم يستطيعوا نشر خبثهم في مصر بلد الأزهر قلعة أهل السنة، ولن يستطيعوا بإذن الله

كيف قهر المصريون الشيعة الروافض
الخميس ٢١ يناير ٢٠١٦ - ١٠:٥٤ ص
2195

كيف قهر المصريون الشيعة الروافض

كتبه/  محمود قناوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

منذ أن حمل الصحابة الإسلام إلى مصر، وأصبحت مصر قلعة للدفاع عن الإسلام، وعمن حمل إليها الإسلام من الصحابة الأبرار، نعم أصبحت مصر صخرة تحطم عليها كيد الروافض أعداء الصحابة، كيف لا والمصريون مشهورن بمروءتهم والوفاء يجري في عروقهم وحب الصحابة الذين كانوا سببًا في هدايتهم ممزوج بدمائهم.

وعبر التاريخ حاول الروافض المجوس نشر خبثهم في مصر، فما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، لذلك لعنوا مصر وسكانها في كتبهم، فقالوا عنها وعن شعبها:

1- أبناء مصر لُعِنوا على لسان داود عليه السلام فجعل الله منهم القردة والخنازير. (تفسير القمي: ص:596).

2- وقال قائلهم أيضًا: انتحوا مصر -أي ابتعدوا عنها- لا تطيلوا المكث فيها؛ لأنه يورث الدياثة. (بحر الأنوار 60/211).

3- وقالوا أيضًا: يئس البلاد مصر. (بحر الأنوار 21060).

4- وقالوا: ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر .. ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها (تفسير العياشي 1/204)

ورغم بغض الشيعة للمصريين وبغض المصريين لهم، إلا أنهم لم ييأسوا من دعوتهم للتشيُّع، فهل نجحوا في ذلك؟

إن المتتبع للتاريخ يجد أن كل محاولات الرافضة للنيل من مصر باءت بالفشل الذريع؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما سيطر الرافضة الفاطميون على مصر واعتلوا عرشها وأعلنوا خلافتهم الباطلة والتي عاصمتها مصر واستخدموا كل الوسائل لنشر التشيع في مصر رجعوا بخفي حنين.

لقد اعتمد الرافضة في نشر منهجهم على سياسة الترغيب والترهيب لنشر التشيع بين المصريين؛ فقد قصروا المناصب العليا في البلاد والوظائف المهمة والمراكز القيادية على الشيعة والمتشيعين ليشجعوا الناس على التشيع فما استجاب لهم أحد إلا حفنة قليلة من أرازل الناس الذين باعوا دينهم بدنياهم، أما عامة الشعب فقد أغراهم الشيعة بالمال والطعام لقبول دعوتهم فقد كان الدعاة الرافضة يقفون بين القصريين ويقولون: "من شتم وسب فله دينار وأردب"؛ أي من شتم الصحابة وأهانهم فله أردب من القمح، ومن لم يسب فليس له شيء،

وفي سنة 395هـ أمر الحاكم بأمر الله بنقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق والشوارع والدروب، وصدرت الأوامر إلى العمال في البلاد المصرية بمراعاة ذلك. (ابن خلكان، وفيات الأعيان 2/166).

لقد فشل الرافضة فشلًا زريعًا في ترغيب المصريين في اعتناق دينهم، بدءوا بإظهار الوجه الآخر لهم، فاتبعوا سياسة الترهيب، فقاموا بالتضييق على عامة الشعب وإجبارهم على حضور احتفالاتهم بيوم عاشوراء .. قال المقريزي: "وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعية والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن؛ مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلائل". (اتعاظ الحنفا للمقريزي: ص198).

وبدأ الرافضة مرحلة جديدة من الحرب على المصريين السنة، فقد استحلوا دماءهم وأموالهم ونساءهم.

قال ابن خلكان عن الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين: "كان رافضيًّا خبيثًا، كان إذا رأى سُنيًّا استحل دمه".

كما قام الرافضة في مصر بقتل كثير من علماء السُّنة لفرض مذهبهم، منهم الإمام النابلسي رحمه الله قال ابن كثير رحمه الله في ترجمة المعز الفاطمي: أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي، فقال له المعز: بلغني عنك أنك قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت -المصريين- أي الفاطميين بسهم؟

فقال النابلسي: ما قلت هذا. فظن أنه رجع عن قوله، فقال له: كيف قلت؟ قال: قلت: ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولِمَ؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.

فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، ثم أمر بسلخه -وهو حي- وفي اليوم الثالث، جيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات. رحمه الله فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من نابلس إلى اليوم". (البداية والنهاية 11/284).

قال أبو ذر الحافظ: "سمعت الدار قطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يُسلخ: (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا) (الإسراء: 58) وكان هذا الشهيد قد بدأ اليهودي سلخه من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ فوكزه بالسكين في موضع قلبه فقضي عليه. وبرغم ما فعلت الخلافة الفاطمية من محاولات للقضاء على أهل السُّنة ومذهبهم، إلا أن المذهب السُّني ظل محتفظًا بقوته في مصر خاصة في مدينة الإسكندرية تلك المدينة التي كان يدرس فيها الفقه المالكي في ذلك الوقت، وظل المصريون محتفظين بدينهم حتى جاء صلاح الدين وأنقذهم من حكم الرافضة.

فلم ييأس الرافضة من السيطرة على مصر، فقاموا بعدة محاولات لاسترجاعها، ولكن تصدى لهم صلاح الدين فهزمهم وأزلهم ومحا آثارهم وانقضى أمرهم.

فلم ييأس الرافضة، ولكنهم حاولوا السيطرة على مصر في عهد السلطان سليمان القانوني؛ فقد أرسل السلطان القانوني الوالي أحمد باشا لولاية مصر.

ودخل أحمد باشا مصر في شوال سنة 929.

وكان في ركاب أحمد باشا شخصية مريبة خرجت معه من القسطنطينية لهدف بعينه؛ ألا وهو استقطاب واستمالة أحمد باشا للمذهب الشيعي، وهذه الشخصية هي القاضي الفارسي الشيعي ظهير الدين الأردبيلي الشهير بقاضي زاده، وهذا القاضي كان من جملة قضاة الدولة الصفوية الرافضية.

وتم ما خرج من أجله القاضي وتشيع أحمد باشا وناصر الدولة الصفوية الرافضية وبدأ سريعًا في إظهار هدفه وهويته.

فلم يكَد يستقر أحمد باشا بالقاهرة التي دخلها سنة 929هـ حتى أخذ في إظهار الطغيان والجبروت، فأخذ في مصادرة أموال الناس وقتل جماعة من كبار الأمراء واعتقل مساعديه الأمير جانم الحمزاوي والأمير فارس، ثم أحضر نواب الأمير فارس وعذبهم عذابًا شديدًا بحيث قطع من لحومهم وأطعمهم منها، ثم ذبح الأمير فارس وسرعان ما كون أحمدباشا جيشًا خاصًا به من المماليك الجراكسة والعربان واللصوص وقطاع الطرق وقضى على الحامية العثمانية وقوات الانكشارية، ثم استدار على أئمة الجوامع والمؤذنين الذين رفضوا طغيانه وأصروا على مخالفته ورفضوا قبول دين الرافضة، فقتلهم ومزقهم شر ممزق، حتى أنه قتل قرابة الألف إمام وخطيب لتركهم الترضي على الصحابة، فتصدي له أمراء أهل السنة وشيوخهم وأعلنوا الجهاد عليه، خاصة بعد أن وقعت في أيديهم رسائل أحمد باشا لإسماعيل الصفوي والتي أعلن فيها تشيعه على يد قاضي زادة، فثار المصريون وقاموا قومة رجل واحد، فقبضوا على القاضي الرافضي قاضي زاده الأردبيلي، وقطعوا رأسه وعلقوها بباب زويلة، ونادوا في أهل القاهرة وسائر الأقاليم بالجهاد ضد الطاغية الذي تشيع وترفض والذي أفتى شيوخ المذاهب كلها وسائر القضاة بكفره ووجوب قتاله.

فقاد الأمراء المتطوعين للجهاد من أهل القاهرة ومن انضم إليهم من الانكشارية وأهل الشام والمغاربة لقتال أحمد باشا الرافضي ومن معه من الأعراب واللصوص والمفسدين، وعندما علم اللصوص وقطاع الطرق والعربان بتشيع أحمد باشا وكفره تخلوا عن نصرته وتركوه وحيدًا، فتم القبض عليه وقطع رأسه وتعليقها على باب زويلة جزاءً وفاقًا على جرائمه وطغيانه، لم تستمر محنته للناس وأهل السنة سوى أقل من شهرين، وباءت محاولة الرافضة الاستيلاء على مصر السنية بالفشل.

وفي العصر الحديث حاول الرافضة نشر خبثهم في مصر على يد بعض من تشيعوا أمثال الرافضي حسن شحاتة وغيره، فتصدي لهم المصريون وحدثت فتنة قتل فيها حسن شحاتة وسحل في شوارع الجيزة، وفي عهد الرئيس الأسبق د. مرسي فتح لهم أبواب مصر، بل أبواب الأزهر الشريف، وعيَّن منهم مأذونًا ونائبًا لوزير الإعلام؛ ليكسب ودهم، فأزال الله ملكه بشُؤم ذنبه.

وأخيرًا وليس آخرًا:

لقد استعصت مصر على الروافض وقهرتهم مرارًا فلم يستطيعوا نشر خبثهم في مصر بلد الأزهر قلعة أهل السنة، ولن يستطيعوا بإذن الله .. حمى الله مصر وأهلها من كيد الروافض المجرمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com