الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الذين يصلحون إذا فسد الناس

كن أخي غريباً بإصلاح نفسك، وبإصلاح ما أفسد المفسدون؛ يطب عيشك في الدنيا والآخرة، وتكن قريبا من أرحم الراحمين

الذين يصلحون إذا فسد الناس
إسماعيل الغندوري
السبت ٠٦ فبراير ٢٠١٦ - ١١:٥٩ ص
1111

الذين يصلحون إذا فسد الناس

كتبه/ إسماعيل الغندوري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فالمصلحون غرباء في بيئات الفساد، وصلاحهم الذي أتوا به عند أهل الإفساد سبة، وطهرهم عند فاقدي الطهر جريمة، ويستحق أهله عند المحرومين منه النفي من البلاد. ولذلك صاح قوم لوط بآله وحرضوا عليهم، وأمروا بطردهم، وتنادوا: (أخرجوا آل لوط من قريتكم) لأنهم اتصفوا بصفة لا يمكن معايشتهم مع وجودها، هذه الصفة التي أنكروها هي (إنهم أناس يتطهرون).

وها هو فرعون الفاسد المفسد الذي يقتل الرجال، ويستحيي النساء، ويتكبر في الأرض، ويدعي الألوهية، يطلب من قومه السماح له بالقضاء على موسى؛ لماذا؟! لأنه يخاف من أن يظهر فسادا (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه) والسبب الذي يعلنه هو: (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد).

ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بشره ورقة بن نوفل -رحمه الله- بالنبوة أخبره أن قومه سيخرجوه، فلما استنكر بقوله: (أومخرجي هم؟!)؛ ذكر له سنة الغرباء ألا وهي: (لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي).

وهكذا الإسلام يبدأ غريبا، ويعود غريبا.

ويستحق أهل الغربة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بطيب العيش في الدنيا والآخرة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء).

نعم طوبى للغرباء، لأنهم لا يتأثرون أبدا بفساد الناس من حولهم، ولا بإعراض الناس عنهم، ولا بمحاربتهم إياهم، بل مهما حصل لا يسيطر عليهم الفساد، ولا يستطيع التسلل إليهم، لأنهم يعلمون أنهم غرباء، وأن أهم ما يميزهم أنهم (الذين يصلحون إذا فسد الناس). طوبى لهم ثم طوبى لهم؛ لثباتهم على صلاحهم، وهنيئا لهم، يأس الفساد من قربهم.

يا طوبى لهؤلاء الغرباء، الفساد يهرب من جوارهم ويحل محله الصلاح؛ لأنهم صالحون ومصلحون. فالغرباء أيضا: (الذين يصلحون ما أفسد الناس)، مصابيح يضيئون مجتمعاتهم، ويحبون الخير للناس، ويكرهون الفساد والإفساد.

فكن أخي غريباً بإصلاح نفسك، وبإصلاح ما أفسد المفسدون؛ يطب عيشك في الدنيا والآخرة، وتكن قريبا من أرحم الراحمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة