الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وما نرسل بالآيات إلا تخويفا!

هل لنا أن نعتبر ونتعظ ونخاف ونرغب، ونرجو من الله أن يرحمنا ويغفر لنا زلاتنا، ويتوب علينا سبحانه وتعالى ؟!

وما نرسل بالآيات إلا تخويفا!
أحمد السيد الحمدون
الثلاثاء ٠٩ فبراير ٢٠١٦ - ١٤:٤٢ م
1618

وما نرسل بالآيات إلا تخويفا!

كتبه/ أحمد السيد الحمدون

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد:

لله سبحانه وتعالى آيات شرعية وكونية، يرسلها سبحانه وتعالى لعباده لهدايتهم ووعظهم واعتبارهم وتحذيرهم، كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}. فالله تعالى له آيات شرعية، مثل آيات القرآن، وما فيها من ترغيب وترهيب، ووعد ووعيد، وثناء على الله وعلى أنبيائه ورسله، وتوضيح الصراط المستقيم، ووصف للجنة والنار والدار الأخرة، وغير ذلك من قصص الأنبياء والسابقين، مما فيه اعتبار وعظة لبني البشر المؤمنين ولغيرهم.

وله سبحانه كذلك آيات كونية، منها ما هو للتفكر والعظة والاعتبار كسائر خلقه سبحانه وتعالى، وعجائب هذا الخلق وعظمته وإبداعه، وغير ذلك من آيات الله المبهرة. وهناك آيات هي على جهة التحذير أو العقوبة أو التنبيه لبني البشر، حتى يعودوا إلى ربهم سبحانه وتعالى، ولعلهم يضرعون ويرجعون إلى ربهم سبحانه وتعالى، فيرسل سبحانه الرياح والمطر والزلازل والبراكين والطوفان وغير ذلك، مما فيه رغبة ورهبة لبني البشر فيرهبون فيتضرعون ويعودون إلى ربهم سبحانه وتعالى، لكن الناس تغفل عن هذه الآيات ويفسرونها أحيانا تفسيرا ماديا وكفى، ولا يعتبرون بها إلا من رحم ربي سبحانه وتعالى.

وفي أيامنا هذه مررنا بموجة شديدة من البرودة لم نعتد عليها، كما مررنا بمثلها من الحرارة في الصيف الماضي، وهذا قد أخبرنا به -صلى الله عليه وسلم-، أنه آية من آيات الله سبحانه وتعالى، قال -صلى الله عليه وسلم-: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضا. فأذن لها بنفَسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير".

سبحانه وتعالى له الملك كله، يتصرف فيه بحكمته بما يشاء سبحانه وتعالى، فهل لنا أن نعتبر ونتعظ ونخاف ونرغب، ونرجو من الله أن يرحمنا ويغفر لنا زلاتنا، ويتوب علينا سبحانه وتعالى ؟!.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com