الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

دقّ جرس الإنذار

ينبغي رفع أقصى درجات الاستعداد من الدعاة إلى الله وطلاب العلم

دقّ جرس الإنذار
أحمد حمدي
الاثنين ١١ أبريل ٢٠١٦ - ١٦:٤٠ م
1147

دقّ جرس الإنذار

كتبه/ أحمد حمدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ها هو يوم الجمعة أول أيام شهر رجب الحرام، "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ"، وعندما يدخل شهر رجب تستشعر بمدى قرب شهر الصوم شهر رمضان المبارك، "اللهم بلغنا رمضان، ووفقنا فيه لما تحب وترضى" باقي من الزمن قرابة شهرين فقط، وقد ورد عن بعض السلف أن رجب شهر البذر أو الغرس، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر جني الثمار، وقد جعل الله تفاضل الأزمنة فاختص فيها أربعة حرم، قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}. وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ"، وكما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، أن الله نهى عن الظلم كل وقت، وكونه أختص هذه الأشهر الحرم بالنهي عن الظلم فيها دليل على عظم الجرم والعقوبة عند الله على الظلم سواء كان للغير أو للنفس بفعل المنكرات والذنوب. والظلم وضع الشيء في غير موضعه، فيجب المبادرة بالتوبة النصوح وعدم انتهاك حرمة الشهر، وكذلك تتأكد الطاعات والقربات والسنن في الأشهر الحرم من قراءة القرآن والذكر والصيام استعدادا لرمضان، وكما ورد في الحديث -وإن كان فيه ضعف- "صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ "، وقد ورد عن ابن عمر -رضي الله عنه- سرد الصوم في الأشهر الحرم. وإن كان شهر رجب لا يختص بصلاة الرغائب في أول جمعة فيه، ولا ببعض الاحتفالات في ليلة السابع والعشرين من رجب بليلة الإسراء والمعراج، ولا ببعض البدع التي نهى عنها العلماء. شهر رجب حدثت فيه غزوة تبوك التي تسمى بغزوة العسرة في العام التاسع من الهجرة بين المسلمين والروم؛ وانتصر فيها المسلمون بغير قتال قال صلى الله عليه وسلم: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ"، وكان فيها من التضحيات العظيمة من الصحابة والظروف الصعبة والإنفاق والبذل، وكذلك توبة كعب بن مالك وصاحباه، وكذلك صور من النفاق وأحوال المنافقين، وكشف أحوالهم ونزلت فيها أيات سورة التوبة -سورة الفاضحة- ماينبغى مراجعتها هذه الأيام والاستفادة بما فيها من الدروس والعبر والعظات. وكانت الصحابيات يعلمن أولادهن الغزوة من غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يعلموهم الآية من القرآن. وكذلك ينبغي الاستعداد من الآن بمراجعة القرآن للأئمة والحفاظ تلاوة وتدبرا واستعدادا للقيام به في شهر رمضان، وكذلك تذكير الناس بأحكام الصيام والعبادات من القيام والتراويح والاعتكاف وزكاة الفطر وما يتعلق بشهر رمضان، وكذلك الاستعداد الإيماني والتربوي والقلبي، والتهيئة النفسية لهذا الشهر الكريم، قال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}. فلو أردنا أعظم استفادة لاغتنام ما في شهر رمضان من الثواب والأجر ورفع وشحذ الإيمان، ينبغي رفع أقصى درجات الاستعداد من الدعاة إلى الله وطلاب العلم بتحضير الكلمات والمواعظ والدروس والوسائل الدعوية والاجتماعية النافعة للناس، فأهل الباطل يستعدون لشغل الناس عن ربهم في رمضان باللهو والمسلسلات والفوازير، وكذلك طوال العام، فكما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لا يهجم عليك واجب الوقت ومواسم الخير إلا وأنت مستعد لها "، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
631 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
788 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
620 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
947 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
626 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
683 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠