الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

المصير المحتوم

يا لها من أهوال ومصير محتوم لا بد أن يمر به جميع البشر

المصير المحتوم
أحمد حمدي
الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١٦ - ١٢:٠٩ م
978

المصير المحتوم

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

إذا دخلت يوما أحد المستشفيات لزيارة مريض تجد العنابر والغرف مكتظة بالمئات من المرضى من كبار السن يشكون من أمراض شتى؛ كأمراض الكبد والعظام والأورام والمسالك والحروق وغيرها، وربما لا يكون مع المريض رفيق أو إذا طال به المرض هجره أولاده وأصدقاؤه الذين كان يعيش من أجلهم ويتمتع بالحديث والسمر معهم، فهم الآن مشغولون عنه بهمومهم وآلامهم ومشاكلهم، قال تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾. فلقد أذهب الله قوما وأتى بنا، وسيذهب بنا ويأتي بغيرنا، وسننسى كما نسى غيرنا، ولا يبقى إلا الثناء الحسن والعمل الصالح والعلم النافع، فلا أحد يستحق أن تضحى بالجنة من أجله، فإذا كان هذا هو المصير الذي ينتظر كل واحد منا فعلام اللهو والغفلة؟ ولماذا هذا الأمن من مكر الله؟ فهل ضمنا الجنة والمغفرة؟

قال تعالى ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هادم اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتِ". فتذكر الموت والمرض وكبر السن والضعف من بعد قوة يقطع على الإنسان طول الأمل الذي ينسى الآخرة، ويجعل العبد مستعدا دائما للقاء الله، منتبها مستيقظا من غفلته، عارفا حقيقة الدنيا فلا يغتر بزخرفها أو متعها، ويعلم أنها حقيرة وزائلة وفانية. قال تعالى ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ وغير ما ينتظرنا جميعا من أهوال عند سكرات الموت وخروج الروح من كل جزء من البدن ومعاينة ملك الموت ومعاينة أول ليلة فى القبر ووحشته وضمته وفتنته ورؤية منكر ونكير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للموت لسكرات". وقال أيضا في ضمة القبر: "لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ" الذي اهتز له عرش الرحمن.

وأهوال البعث والنشور وموقف الحساب في عرصات يوم القيامة خمسين ألف سنة، ودنو الشمس من الرؤوس قدر ميل، وتصبب الناس في عرقهم والزحام والفضيحة على رؤوس الأشهاد ونطق الجوارح وشهادتها عليك وانتظار الفصل والقضاء بين العباد، لدرجة أن دعوى الأنبياء والرسل يومئذ: "نفسي نفسي، رب سلم سلم". تخيل أن إبراهيم الخليل لم يقل: سارة ولا هاجر ولا إسماعيل ولا إسحق. وكذلك عيسى ابن مريم لم يقل: "أمى أمى".

والمرور على الصراط الذى هو أحدُّ من السيف وأدقُّ من الشعر ودحض مزلة تزل فيه الأقدام، منصوب بين ظهراني جهنم، عليه كلاليب وخطاطيف تخطف الناس في النار على قدر ذنوبهم.

فيا لها من أهوال ومصير محتوم لا بد أن يمر به جميع البشر فتذكرت قول مريم الصديقة ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾

نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على الصراط وأن نمر عليه كلمح البصر وأن يهون علينا سكرات الموت وينجينا من فتنة الدنيا والآخرة ..اللهم أمين

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
630 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
784 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
618 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
945 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
624 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
682 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠