الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الحل قبل المشكلة

بدون الصلح بين أبناء المجتمع، ورد المظالم ستبقى حالة الكراهية والاحتقان فيسعى كل فريق لإفشال الآخر

الحل قبل المشكلة
سيد عبد الهادي
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦ - ١١:٤٨ ص
1083

الحل قبل المشكلة

كتبه/ سيد عبد الهادي 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


التوبة، الإنتاج، العدل، إصلاح ذات البين
لماذا نقدم الحل قبل عرض المشكلة؟
لأننا في عصر السرعة و "التيك أواي، و خلصني و هات من الآخر" عصر العنوان دون المحتوى حيث تتقاصر جهود أكثر الناس عن التمحيص في أسباب المشكلات، وافتراض الحلول المتاحة، و تحديد أكثرها مناسبة للواقع.
قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}.
وليس هذا فحسب بل تجد الجدل العقيم حول التفاصيل غير الهامة مما لا يعطي لأحد فرصة لعرض تصوره كاملا, فضلا عن حمى التخوين والاتهام بالعمالة؛ التي تسري في المجتمع كالنار في الهشيم.
- التوبة إلى الله عز و جل بترك الذنوب و فعل الطاعات.
فمهما تعاظمت أزمات الفرد أو الأمة اقتصادا، أو سياسة فالأمر كله لله عز وجل، بيده مقاليد السماوات و الأرض، لا تستمطر النعم إلا بطاعته، ولا تستدفع النقم إلا بتقواه، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}. فمهما عظمت العقول و الخطط والجهود فإن الذنوب تمحي بركة هذا كله. 
ونحن نعاني من أزمة حادة في ميزان الحسنات والسيئات أكثر مما نعاني من أزمة ميزان الصادرات والواردات. بل والأخطر من المعاصي هو المحاولات المضنية لهتك ستر إيمان الأمة بالطعن في العقيدة وثوابت الدين من أدعياء العلم أو الثقافة.
فإن أردنا النجاة فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء من قبل الدولة، وحض الناس على أعمال البر وتضيق سبل الفساد. والدعوة إلى الله مسئولية عظيمة على الدعاة والمصلحين لا ينبغي تركها مهما كانت الأسباب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا".
الإنتاجية.. لا الاستهلاكية
نحن الآن نعاني من قلة العمل و الإنتاج، وكثرة الإنفاق والاستهلاك
لابد أن نعترف بهذه الإشكالية، ويواجه كل واحد منا نفسه بذلك، فمهما وضعت الخطط الاستراتيجية فلن يقوم اقتصاد دولة على المتكاسلين "أو المزوغين" من يعمل بمبدأ "على قد فلوسكم– ليه تشتغل أكتر لما ممكن تشتغل أقل" لابد من عمل بجد لإنقاذ هذا البلد من خطر الانهيار الاقتصادي، وتغيير الطبيعة الاستهلاكية التي سيطرت على شعوبنا العربية، والتي أن تغاضينا عنها سابقا لأن الاقتصاد كان يسمح بها، أما الان فكيف يعقل أن نسرف في كماليات الطعام والشراب -فضلا عن المحرمات كالتدخين والمخدرات-  ونحن في حالة شبه حرب و اقتصاد متردي.
ولن يقوم اقتصاد دولة على رفع الضرائب و الاستجداء من الداخل أو الخارج، فلابد من حلول واقعية وأهمها محاربة الفساد.

العدل أساس الملك
فبدون القضاء على المحسوبية والرشاوى وأنواع الفساد المالي و الإداري لن تقوم للاقتصاد قائمة، فضلا عن شيوع روح اليأس من الإصلاح تدفع العقول و الخبرات للهجرة، ومن لا يستطيع السفر؛ لا يؤدي عمله كما ينبغي؛ لأن غيره يسبقه بلا حق أو يأكل ثمرة جهده.
ولابد من منع الظلم في الأنفس والأعراض والأموال لتستقيم حياة الناس، فالظلم ظلمات في الدنيا والآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: "يا عباد إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا".
إصلاح ذات البين
فبدون الصلح بين أبناء المجتمع، ورد المظالم ستبقى حالة الكراهية والاحتقان فيسعى كل فريق لإفشال الآخر، و يتسلل أعداء الإسلام والوطن ليشعلوا الفتن...
اللهم احفظ بلادنا من الفتن.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً