وقفات فى رمضان
كتبه/
أحمد عبد السلام ماضي
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله، وبعد،
هذه وقفات سريعة في
استقبال واغتنام شهر رمضان المبارك:
1- التبشير والفرح
بقدوم الشهر من السنه فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه به، يقول:
"أتاكم شهر مبارك"، مع ذكر فضائله لتستبشر به النفوس.
2- رمضان يجدد معاني
العبودية في القلوب، ويذكر العبد الوظيفة التي خلق من أجلها، فالعبد ما خلق ليأكل
ويشرب ويتناسل، وإنما خلق لعبادة ربه وتوحيده، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فيتجدد هذا المعنى في قلبه بتركه للطعام
والشراب طاعة لربه وخالقه سبحانه وتعالى.
3- أيضا عبادة
الصيام تمحص المحبة لله -عز وجل- عندما يترك العبد ما يحب لمحبوب أعظم ألا هو ربه
وخالقه عز وجل.
4- رمضان يربي
المسلم على الارتقاء بالأخلاق من مرتبة العدل إلى الفضل، فإن سابه أحد أو قاتله
قال: "إني صائم" فهو له أن يقتص وهذا عدل، {فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا
عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} ولكنه في الصيام يعفو ويصفح ويذكر
نفسه والآخرين أنه في عبادة عظيمة.
5- رمضان شهر القرآن،
لابد أن نعتني بتلاوته وتدبره وفهم معانيه، {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ
عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
6- نحرص على ختم
القرآن أكثر من مرة أو ثلاث أو خمس أو أكثر، وأن اغتنمنا الأوقات وفقنا بفضل الله.
7- من السنن الغائبة
في رمضان مدارسة القرآن، فقد كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبي –صلى الله عليه
وسلم- كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فينبغي مدارسة القرآن في البيت مع الأهل
والأولاد وفي المسجد، فهذا مما يعين على حفظه وفهم معانيه.
8- رمضان شهر الجود
والصدقة، كان رسول –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان،
فلا ننسى بر الوالدين والأقارب والأرحام، والإحسان إلى الفقراء، خاصة في ظل هذا
الغلاء والأموال الصعبة التي تمر بنا، ولا ننسى زكاة المال والفطر، ويجب على
المسلم أن يتعلم أحكامها حتى يؤديها سليمة.
9- رمضان شهر الرحمة،
تفتح فيه أبواب الجنة وأبواب الرحمة، والرحمة هي رسالة الإسلام، فيجب أن نتراحم
فيما بيننا، فنتجاوز عن الزلات والهفوات، ويرفق بعضنا ببعض، ونترك القسوة والغلظة،
فالتراحم سبب لنزول الرحمات، ارحموا ترحموا، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في
السماء.
10- رمضان فرصة للتدريب
على القيام وصلاة الليل، نتعود على التراويح التي هي من أسباب المغفرة، من قام
رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
11- رمضان تتجلى فيه
يسر الشريعة وكمالها ومناسبتها للحاجة، فالصيام فيه مصالح روحية إيمانية، ومصالح صحية
بدنية، فليس الغرض منه المشقة والعنت، لذا في سياق آيات الصيام {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ
اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ}، ومن هذا التيسير إباحة الفطر للمريض
والمسافر والكبير الفاني والحامل والمرضع، ومن هذا التيسير استحباب السحور وتأخيره
للعون على الصيام، وتعجيل الفطر، وكراهة الوصل، كل ذلك يظهر يسر الشريعة وكمالها
وأن الغرض من الصيام تزكية النفس وتربيتها على معاني الصبر والتقوى.
12- رمضان شهر
الهداية، وهو فرصة دعوية يجب علينا اغتنامها، حيث تقبل القلوب على الله، ويكثر
الخير، وتمتلئ المساجد، فيجب أن يكون في كل مسجد دروس وكلمات علميه تربوية مركزة،
ولنهتم بربط الناس بالقرآن والسيرة، ونعالج جانب الأخلاق، والقصص القرآني مليء
بذلك، مثل: قصة يوسف وإبراهيم وموسى -عليهم السلام- ووصايا لقمان، وفي جانب السيرة
مدارسة غزوة بدر وأحد والأحزاب والحديبية، واستخراج الدروس المستفادة.
13- رمضان أيام
معدودات ودقائق غاليات، فعلى المسلم والمسلمة اغتنامها سواء في البيت، أو في
الطريق، أو في المسجد مع الأصحاب، إن صدقنا مع الله صدقنا الله، إن تصدق الله يصدقك.
هذا ما أحببت أن
أذكر به إخواني، وأسأل الله أن يبلغنا رمضان سالمين غانمين تائبين، وأن يجعله شهر
عز ونصر للإسلام والمسلمين.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com
