الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

التعليم وتقدم الأمم

المشروع القومي الذي ينبغي صرف الاهتمام إليه والالتفاف حوله وتسخير كل الإمكانات لإنجاحه هو مشروع التعليم

التعليم وتقدم الأمم
يونس مخيون
الخميس ٠٩ يونيو ٢٠١٦ - ١٦:٢٥ م
1407

التعليم وتقدم الأمم

كتبه/ يونس مخيون

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

إن رقيّ الأمم وتقدمها يقاس بمستوى التعليم فيها، فإنك تستطيع أن تقيّم مدى تقدم البلاد والمجتمعات من خلال تقييم المنظومة التعليمية.

فالمؤسسات التعليمية هي المحاضن التي يتربى فيها الأبناء والنشء على معاني الانتماء، وكذلك إمداد المجتمع بكل ما يحتاجه من الكفاءات والمهارات في كل التخصصات وكافة المجالات.

وإذا ألقينا نظرة على التعليم في مصر فلا يختلف اثنان أن التعليم تعرض لانتكاسة عظيمة وأصبح الفشل عنوانه.

وهذا الفشل بدأ منذ عقود طويلة مع فقدان الرؤية وانعدام التخطيط عندما ابتلينا بالحاكم الفرد والحكم الشمولي الذي اختزل كل مؤسسات الدولة بل الدولة نفسها في شخص الحاكم ... وانزوى دور المؤسسات.. وحلت العشوائية محل المؤسسية، وتم استبعاد أهل الخبرة والكفاءة وتقريب أهل الثقة، ووسد الأمر لغير أهله، وأصبح معيار الاختيار في جميع المراكز والمناصب هو الولاء وليس الكفاءة، وهذا هو طريق الانهيار ووجدنا من يجلس على كرسي وزارة التربية والتعليم من لا علاقة له لا بالتربية ولا بالتعليم .. كل وزير له سياسة وكل وزير له رؤية تنتهى بانتهاء ولايته، ويأتي من بعده بتجربة فاشلة أخرى في مجال لا يحتمل التجربة والفشل.

لا يوجد سياسة واضحة ثابتة محددة المعالم يسير عليها كل من يتبوأ منصب الوزير .. وهذه العشوائية لم تكن في التعليم فحسب بل في كل المجالات حتى أصبحنا صفرًا في كل شيء حتى في اللعب والكرة.

 

إن العملية التعليمية تقوم على أربع ركائز:

المعلم، والطالب، والمناهج، والأبنية والوسائل التعليمية.

أما المدرسون والطلاب فقد هجروا دور التعليم وانتقلوا إلى مراكز الدروس الخصوصية، ولم يعد هناك تعليم بالمدارس.

المدرسة انحصر دورها في حجز مكان امتحان للطالب، وما زلنا نعيش أكذوبة مجانية التعليم.

افتقدنا المدرس المؤهل القدوة الذي يكفيه مرتبه بحيث لا يمد يده للطالب.

لقد أصبحت العلاقة بين المدرس والطالب علاقة مادية تجارية، وافتقدت الجانب التربوي تمامًا،  علاقة "بيزنس".. وانتهت علاقة التوقير والاحترام والتبجيل للمعلم في عصر مدرسة المشاغبين.

نسمع عن انحرافات أخلاقية وسلوكية في المدارس والجامعات يشيب لها الولدان، أما المناهج فهي حشو في حشو، تعتمد على الحفظ وتقتل المواهب وتقضي على الإبداع، مناهج عقيمة تحتاج إلى تغيير شامل ينمي في التلميذ والطالب ملكة الابتكار وتحثه على الإبداع.

إن ظاهرة تسريب الامتحانات هي عَرَض لمرض عضال، يضرب بجذوره في جسد الوطن، وإذا فسد التعليم فكيف يرجى صلاح أو إصلاح.

إن دور مؤسسات التعليم – للأسف-  أصبح سلبيًا في المجتمع، تهدم ولا تبني.

إن المشروع القومي الذي ينبغي صرف الاهتمام إليه والالتفاف حوله وتسخير كل الإمكانات لإنجاحه هو مشروع التعليم، بدون إصلاح التعليم لا يُرجى إصلاح، فبناء البشر قبل بناء الحجر، وصلاح الإنسان قبل إصلاح البنيان

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة