الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

يا معشر الدعاة إياكم والمداهنة -3

وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعد ذلك أحدًا

يا معشر الدعاة إياكم والمداهنة -3
منصور قوية العقاري
الخميس ١٦ يونيو ٢٠١٦ - ١٠:٥٤ ص
1363

يا معشر الدعاة إياكم والمداهنة (3)

كتبه/ منصور قوية العقاري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لو داهن أبوبكر رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة  لهدم الاسلام ،

لو داهن أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن لهدم الإيمان ،

 

موقف الامام أحمد بن حنبل، وخصمه ابن أبي داؤد

 

قال إبراهيم بن منبه: «سمعت طاهر بن خلف يقول: سمعت محمد بن الواثق -الذي يقال له المهتدي بالله- يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلًا أحضرنا ذلك المجلس، فأتي بشيخ مخضوب مقيد، فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل) وأصحابه (يعني ابن أبي دؤاد)، قال: فأدخل الشيخ والواثق في مصلاه، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له: لا سلم الله عليك، فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}، والله ما حييتني بها ولا بأحسن منها.

فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم، فقال له: كلِّمه، فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني (يعني ولي السؤال)، فقال له: سل: فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق: فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه، فقال: سبحان الله، شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنت؟ قال: فخجل، فقال: أقلني والمسألة بحالها، قال نعم.

قال: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق، فقال: هذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون أو لم يعلموه؟ فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه، قال: نعم، فقال: أفلا وسعك ما وسعهم؟

قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت، سبحان الله! شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم دعا عمارًا الحاجب، فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعد ذلك أحدًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة