الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الوسطية وأحوال الأمة

لقد ترك معظم أبناء الأمة في مصر على سبيل المثال ومع شديد الأسف الاعتدال والوسطية ووقعوا في التفريط والإفراط

الوسطية وأحوال الأمة
علي حاتم
السبت ١٨ يونيو ٢٠١٦ - ١٣:٠٥ م
1494

الوسطية وأحوال الأمة

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يقول الله عز وجل في سورة البقرة: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا]، والله عز وجل يبين في هذه الأية أنه جعل أمة الإسلام أمة وسطا ثم بين آية أخرى معنى الأمة الوسط بأنها خير الأمم حيث قال عز وجل: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ]، ولقد أوضح العلماء في شرح معنى الأمة الوسط بأنها الأمة التي يكون أبناؤها خيارًا عدولاً، ولمَ لا وهم الشهداء على بقية الأمم؟ ويشهد عليهم نبيهم صلى الله عليه وسلم.

ولقد تحققت الوسطية في عصور الأمة الأولى بلا شك، في عصر الصحابة رضوان الله عليهم وعصر التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

غير أن الناظر إلى أحوال غالبية أفراد هذه الأمة في الوقت الحاضر يمتلئ  قلبه بالحسرة والحزن والألم على ما وصل إليه حالهم سواء من ناحية العقيدة، أو من ناحية الأخلاق والسلوك حتى في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي أوجب فيه على أبناء الأمة الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وإذا كان الله عز وجل قد أوجب علينا الإمساك عن المباحات فلأن نمسك عن المحرمات من باب أولى، لكن مع شدة الأسف نجد الإسراف والتبذير الذي لايحبه الله والجلوس ليلا ونهارا أمام برامج اللهو واللعب وسوء الخلق بدلا من الصيام عن كل ما لا يرضي الله ويحرص على أن يخرج العبد من شهر رمضان وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقد من ذنبه».

لقد ترك معظم أبناء الأمة في مصر على سبيل المثال ومع شديد الأسف الاعتدال والوسطية ووقعوا في التفريط والإفراط، وإن كانت الغالبية قد وقعت في التفريط.

فهناك من يصوم ولا يصلي، وهناك من يصوم ولا يصلي في المسجد حرصا منه على مشاهدة المسلسلات وبرامج اللهو واللعب ومباريات الكرة وغير ذلك.

ومن أهم مظاهر الإفراط في شهر رمضان ضخامة كميات الأطعمة والأشربة في هذا الشهر الكريم حتى إن الإحصائيات تقرر أن معدلات الاستهلاك في مصر تزيد في هذا الشهر عن استهلاك عدة شهور.

والمرء يتساءل: أين الاتباع، يعني اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والتأسي به والائتمار بأمره والانتهاء عما نهى عنه؟

يا لها من حسرة وألم حين نرى الشباب طوال النهار والليل يطلقون الصواريخ والمفرقعات ذات الأصوات شديدة العلو وبشكل مستمر الأمر الذي يفزع الآمنين ويروع النساء والأطفال والمرضى ويقض مضاجع النائمين ولا أحد يتابع أو يراقب أو يحاسب.

إنها جرأة وحماقة واستهتار يفوق كل حد من قطاع كبير من الشباب وليس الصبية فقط.

كما أن المرء يتعجب كيف يسمح لهذه المفرقعات أن تدخل البلاد؟ ومن المسئول عن ذلك؟

وأقول للعلماء أفتونا بارك الله فيك، ما حكم مريض القلب النائم الذي يُطلق إلى جواره وعلى مسافة قريبة منه صاروخ أو أكثر فيفزع فيصاب بأزمة قلبية تؤدي إلى هلاكه؟

اللهم إليك المشتكى ولا حول ولا قوة إلى بك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة