الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فرصة العمر

لا تضيعوا هذه الفرصة؛ فإن النعم وحشية فقيدوها بالشكر، فإن لم نشكر النعمة تزول منا

فرصة العمر
أحمد حمدي
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١٦ - ٢٢:٢٩ م
1242

فرصة العمر

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لمن قصر أو فرط في بداية شهر رمضان، في قيام ليلة أو لم يصلى تراويح ليلة، أو شاب صيامه نقص، فلم يدرك من قام رمضان إيمانا وإحتسابا أو من صام رمضان إيمانا وإحتسابا؛ مازالت الفرصة سانحة.

قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" والراجح من أقوال العلماء أن ليلة القدر متنقلة بين ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ فمن قام العشر قام ليلة القدر.

أخفاها الله عز وجل لحكم بالغة؛ ليرى تنافس الناس والحرص على الطاعة، وكذلك إحياء سنة الاعتكاف.

قال صلى الله عليه وسلم: "فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ"، وقال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ" وقال: " لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" أي أنها خير من العبادة في ثلاث وثمانين سنة؛ ألا تستحق أن نضحي من أجلها ونعتكف العشر كاملة؟!

للأسف الشديد قد يقضي البعض أسبوعا في المصيف، وينفق الآلاف لمتعة النفس، ويأخذ أجازة من عمله، ولا يأخذ أجازة عارضة أو إعتيادية أو حتى بالخصم لإدراك ليلة القدر!

ونتعجب هذه الأيام ممن يدعي الحرص على السنة واتباع السلف ويتخلف عن سنة الاعتكاف، والاعتكاف سنة مؤكدة منذ فرض الصيام في رمضان سنة 2 هــ ، ولم يفرط النبي صلى الله عليه وسلم في اعتكاف أي سنة حتى في عام فتح مكة 8 هــ؛ ففي 20 رمضان انشغل بالجهاد في سبيل الله فقضى الاعتكاف في شوال؛ من تعظيمه لهذه الشعيرة.

فأنصح نفسي وإخواني بأن يحيوا هذه السنة في المساجد؛ فهي فرصة ربما لا تتكرر، وليكن شعارك: "لعلي لا أدرك رمضان بعد العام، ولعلي لا أدرك اعتكافا آخر"، وهي فرصة للخلوة بالنفس في زمن الفتن والانشغالات الدنيوية والمشاكل الأسرية والمادية، وفرصة لتقوية الاتصال بالله وتقليل الخلطة بالبشر، وأخذ أجازة من مواقع التواصل الاجتماعي وصفحاته، وفرصة للتوبة والمغفرة وزيادة الإيمان وتجديده، ورفعة للدرجات وتحصيل للحسنات، وفرصة للدعوة إلى الله وتعهّد الشباب وتربيتهم عشرة أيام في المسجد بعيدا عن الفتن والمنكرات والشهوات، وفرصة لتقليل فضول المباحات من الطعام والشراب والنوم والنظر والكلام والشهوة الجنسية، وفرصة لضبط النفس والانتصار على هواك وشهواتك، وفرصة للمجاهدة والتدريب على قوة الارادة والعزيمة.

فلا تضيعوا هذه الفرصة؛ فإن النعم وحشية فقيدوها بالشكر، فإن لم نشكر النعمة تزول منا؛ قال تعالى: " لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".

أسأل الله عز وجل أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يوفقنا للعمل الصالح فيها، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا ممن يعمل بالعلم وينتفع بالنصيحة، وأن يتقبل منا رمضان وصالح الاعمال، وأن يجعلنا من عتقائه من النار ومن المقبولين.. اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠