الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ختام شهر رمضان

ختام شهر رمضان

ختام شهر رمضان
وليد محمد عبد الجواد
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦ - ٢١:٤٧ م
1089

ختام شهر رمضان

كتبه/ وليد محمد عبد الجواد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يدخل شهر رمضان كل عام والنفوس ملؤها الأمل في عفو الله "تبارك وتعالى" وتجد الناس برهم وفاجرهم مقبل على الله "تبارك وتعالى" وما يكاد تمر الأيام تلو الأيام إلا وتخفو جذوة الهمة وتقل حرارة الإيمان عند بعض الناس ولكن أهل الله وخاصته مايزيدهم إنقضاء الأيام والليالي في رمضان إلا قربا من الله "تبارك وتعالى" كيف لا والأعمار والأموال تنفق إبتغاء ذلك القرب لاستشعار لذه المناجاة وطيب الطاعة.

-إن من أسباب القبول أن يودع العبد رمضان بهمة عالية بنفس الدرجة التي دخل بها رمضان بل أشد. وكانت العرب تقول (إن الخيل أذا قاربت مسواها أطلقت سراحها) أي إذا اقتربت من نهاية السباق جاءت بأقصى طاقة وأكبر جهد. ونحن فيما بقي من رمضان في أشد الحاجة لاستفراغ الوسع واستنفاد الطاقات في الإقبال على الله تبارك وتعالى عساه سبحانه وتعالى أن يشملنا برحمة منه ومغفرة ورضوان فلا نشقى بعدها أبدآ.

فياليت شعري من الذي قبِله الله "تبارك وتعالى" في هذا الشهر فمن عليه بالعتق من النيران فنهنيه ومن الذي رده الله "تبارك وتعالى" فنعزيه.

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تسأل النبي في قول الله "تبارك وتعالى" }وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ{ أهو الرجل يسرق ويزني ويخاف من الله "تبارك وتعالى"؟، فقال "صلى الله عليه وسلم": لا يا ابنه الصديق، بل هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخشى أن لا يتقبل الله منه.

هذا هو دأب الصالحين وسمتهم، خوفهم بعد أداء الأعمال؛ كانو يهتمون بالقبول لا أن ينقلب حالهم إلى سهو ولعب وكأنهم سئموا العبادة والقرب.

يقول الله "تبارك وتعالى": }ولا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا{ فهذا شأن امرأه صنعت ثوبا جميلا، ثم هي الآن تعيد فكه بعد صناعته، فإن الناس يتهمونها بنقصان العقل، فالذي ينقلب حاله بعد الصلاة والصيام وقراءه القران والصدقه والدعاء في رمضان مثله مثل هذه المرأة.

وكان النبي "صلى الله عليه وسلم" إذا انقضت الصلاة قال: ]أستغفر الله- أستغفر الله- أستغفر الله[ سبحان الله، يصلي ثم يستغفر الله، وعلى نفس المنوال نقضي شهر رمضان، والزهاد والعباد يستغفرون الله على ما بدر منهم من نقص أو سهو بعد هذه العبادة والطاعة العظيمة، فإن هذا مما يجبر به الله "تبارك وتعالى" العبادات وكذلك يكون سببا في قبول الأعمال عند الله "تبارك وتعالى".

وعلى نفس الخط عندما مَنّ الله "تبارك وتعالى" على نبيه بفتح مكة، أمره الله "تبارك وتعالى" بالاستغفار حيث قال: }إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا{. فان فتح القلوب وعودتها إلى خالقها ومعرفتها بالله في شهر رمضان أدعى إلى الاستغفار والتوبة والإنابة كما أمر الله رسوله بالاستغفار والتوبة عقب فتح مكة .

وهكذا فإن التوبة والإنابة والاستغفار والانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى من الأحوال التي يودع بها العبد شهر رمضان وتكون سببا في رفع الأعمال وقبولها عند الله عز وجل . 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة