السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

لا تحزن إن الله معنا

لا تحزن ولا تتوقف عن الدعوة، ولا تنظر للأصاغر، وامضِ في طريقك

لا تحزن إن الله معنا
خالد آل رحيم
الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦ - ١٨:٤٤ م
1148

لا تحزن إن الله معنا

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

آيه تذكرتها وتذكرت  مناسبتها  التي أُنزلت، فيها حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مطاردا فارّاً بدينه وعقيدته من قريش،  فلجأ للغار فوصل إليه الكفار عند باب الغار، وفي هذه اللحظات العصيبة يفزع أبوبكر خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "لونظر أحدهم تحت قدمية لرآنا". فيطمئنه النبي صلى الله عليه وسلم  بقوله: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟" فتنزل آيه عظيمة يقول تعالى فيها: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا). فعلمت أن ما يحدث يجب ألا نحزن عليه، فقد حدث لمن هو خير منا، بل أفضل البشر صلى الله عليه وسلم، وعند تأملي لهذه الآية قررت ألا أحزن، بل وأدعو كل من يسير في هذا الطريق ألا يحزن .. وسألت نفسي كيف أحزن؟ ولماذا أحزن؟

فوجدت الإجابه في كتاب الله تعالى ..

فلماذا أحزن وعندي رب كريم عزيز له ملك السموات والأرض ولا يكون في ملكه إلا ما أراد، وقلت لنفسي:

- لماذا أحزن وعندي رب وعد -جلّ جلاله- المتقين بوراثة الأرض، فقال تعالى:

"إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".

- لماذا أحزن وعندي رب وعد- تبارك وتعالى- المؤمنين بالاستخلاف في الأرض فقال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ".

- لماذا أحزن وعندي رب وعد -جل وعلا- المؤمنين بالتمكين في الأرض فقال تعالى: "وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ".

- كيف أحزن وعندي رب أوجب -تبارك وتعالى- على نفسه نصر المؤمنين فقال تعالى:  "وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".

- كيف أحزن وعندي رب كريم وعد المؤمنين بالأمن في الدنيا فقال تعالى:

"وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً".

- كيف أحزن وعندي رب وليّ نصير وعد الرسل وأتباعهم بأنه هو الغالب ورسله فقال تعالى: "كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ".

- كيف أحزن وعندي رب غفور وعد المؤمنين بعد هذا كله بالمغفرة والأجر العظيم  فقال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً".

- كيف أحزن وعندي رب غني كريم وعد المؤمنين بالجنة فقال تعالى:

"وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".

 

 إذًا فالرابط الإيمان؛ فمن أردا النصر والتمكين ووراثة الأرض والأمن والمغفرة والجنة فعليه بالإيمان واقعاً عملياً.

 

 

فهو نداء لكل من ينتمي إلى ديننا الحنيف ومنهجنا المبارك .. أقول: لا تحزن ولا تتوقف عن الدعوة، ولا تنظر للأصاغر، وامضِ في طريقك؛ فإن الله وعدنا، ولابد من العمل حتى نظفر بموعوده، واعلم أن الله لا يخلف الميعاد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة