الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الحد الأدنى بعد رمضان

في سائر العبادات روض نفسك على المداومة على القليل

الحد الأدنى بعد رمضان
إسماعيل الغندوري
الخميس ٠٤ أغسطس ٢٠١٦ - ١٤:١٤ م
1015

الحد الأدنى بعد رمضان

كتبه/ إسماعيل الغندوري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

في شهر رمضان المبارك -أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركة والطاعة- يجتهد المسلمون في تحصيل أكبر قدر من الحسنات؛ بفعل الكثير من الطاعات التي لا يفعلها البعض مطلقًا في غير رمضان.

وقد يستمر هذا الاجتهاد لما بعد رمضان قليلا، ثمّ بعد ذلك تضعف الهمة وتقل الطاعات، حتى تصل عند البعض إلى التقصير في الفرائض، وهذا الأمر يحتاج إلى انتباه وعلاج وتقويم، لأن الله سبحانه أمرنا بالاستقامة، وهذه الحالة لا تحافظ عليها بل تخل بها.

ولا شك أن زيادة الاجتهاد في شهر رمضان شيء جيد بل مستحب؛ إذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، لكن المشكلة تكمن في عدم الاجتهاد مطلقًا بعد رمضان.

لذلك كان يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عمرو قائلًا: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل). وكان أحب الأعمال إليه - صلى الله عليه وسلم - أدومه وإن قل.

فلذلك أنصح نفسي وإخواني أن يكون لنا بعد رمضان حد أدنى من النوافل والطاعات التي كنا نجتهد فيها في رمضان، لا نفرط فيها قدر الاستطاعة:

أولًا: في الصيام:

صمنا ثلاثين يومًا، وبعد رمضان صمنا الست من شوال، وقد يكون بعضنا لا يصوم حتى رمضان القادم إلا يوم عرفة ويوم عاشوراء، فاجعل الحد الأدنى لك من الصيام يومًا في الشهر، فإن وجدت بك قوة فصم ثلاثة أيام.

ثانيًا: قيام الليل:

كنا نصلي التراويح إحدى عشرة ركعة في الليلة، وربما نزيد عن ذلك، فلنجعل لنا ركعتين بالليل بعشر آيات يكتب لنا قنطار من الأجر، وإن زدنا فهو خير.

ثالثًا: قراءة القرآن:

كنا نقرأ القرآن بكثرة في هذا الشهر المبارك، فمنا من ختم القرآن عشر مرات، ومنا من ختم خمسًا أو ثلاثًا أو مرة، فلنجعل لنا حدًا أدنى قراءة صفحتين يوميًا على الأقل، فإن زدنا فهو خير، وحفظ سطر واحد يوميًا؛ إذ لو حرصنا على المداومة عليه سيأتي رمضان القادم وقد حفظنا ما لا يقل عن اثنين وعشرين صفحة، هذا إذا كان سطرًا واحدًا، فإن زدنا فهو أفضل.

رابعًا: الصدقة:

تصدق كل يوم بمبلغ بسيط جدا، ولا تحقرن من المعروف شيئًا، تصيبك دعوة الملك (اللهم أعط منفقًا خلفًا).

وهكذا في سائر العبادات روض نفسك على المداومة على القليل؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة