السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

قصة مسكين!

نسي أن الشيطان لن يتركه يبني مع إخوانه ما قد يظهر بعد السنين الكثيرة

قصة مسكين!
أحمد رشوان
الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٠:٢٣ ص
1718

قصة مسكين!

كتبه/ أحمد رشوان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

هذا المسكين يعمل مع إخوانه عملا جماعيا، يتعبد فيه الله بسد الفروض الكفائية التي لن يستطيع وحده أن يسدها..

منذ فترة أصبح هذا المسكين يمَلّ الاجتماعات واللقاءات، وأصبح يراها دون جدوى..

بدلا من أن ينصح إخوانه في مواطن الخلل التي يراها أصبح يتكلم في الغرف المغلقة..

كل مدى يزداد وجوده على صفحات "الفيس" و"الواتس" على حساب وجوده بين إخوانه وفي الدروس العلمية..

يتصلون عليه ليحضر اجتماعا فيكون الرد: "أنا مشغول" .. وإذا أخذوا قرارا لا يعجبه -لعدم وجوده- يحزن ويغضب، ويقول: يهمشوني دون سبب..

وإذا اتصل به إخوانه يريدونه معهم في عمل -يُحسِنه- وسوس له الشيطان: "إذا أرادوني طلبوني لمصلحتهم!" -وكأنهم اجتمعوا لمصالحهم الشخصية!- ..

يظل عدم اكتراثه يزيد، و -لبُعده- يكلف إخوانُه غيرَه بالأعمال، وصاحبنا تزداد نبرة انتقاداته، ويزداد تغيّبه عن العمل الجماعي ..

ويزداد انشغاله بـ "الفيس" و"الواتس" ويقل استعمال الله له في الأعمال الدعوية ..

ويقل وِردُه -حتى يكاد يختفي- وتقل عباداته -حتى تكاد تنتهي- ..

وكلّ هذا ولا يحس هذا المسكين بأنه يتم استبداله؛ فأعماله تولّاها غيره، بينما هو يتحجج بالانشغالات..

وقد يترك الالتزام بالكلية -بعد فترة-، وقد يكتفي بدور المحلل السياسي والناقد المنتقد..

ونسي هذا المسكين بداية التزامه مع إخوانه، وكيف كان يرى حضور الدروس العلمية واجبا عليه، وكيف كان يرى حضور الاجتماعات الإدارية أولى من أي شئ آخر في حياته..

فإذا به يتم إبعاده -ولا أقول يبعد- ونسي أن كدر الجماعة خير من صفو الفردية -إن كان فيها صفاء أصلا-، ونسي أن الشيطان لن يتركه يبني مع إخوانه ما قد يظهر بعد السنين الكثيرة، ولذلك عندما نسي قلّ عزمه، كما قال الله عن سيدنا آدم: "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" ..

اللهم اهد هذا المسكين، واهدنا جميعا لما تحبه وترضاه، واستعملنا ولا تستبدلنا يارب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة