الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المؤامرة الخفية

الكثير لا يعرف- حقيقة الصوفية التي تخالف عقائد المسلمين في الله والرسول والأولياء والجنة والنار والعبادات

المؤامرة الخفية
إيهاب شاهين
السبت ٠١ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٥:٠٧ م
1448

المؤامرة الخفية

كتبه/ إيهاب شاهين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

لا يخفى على كثير من المسلمين الدور الذي يقوم به الغرب من المؤامرات الظاهرة والخفية للكيد والطعن في دين الإسلام وعقائد المسلمين؛ بغرض القضاء عليه أو تشويهه أو صرف المسلمين عنه، ولا يجول في خاطر مسلم أن تكون هناك نصيحة من الشيطان، كما أنه لا يمكن أن يقوم الغرب يوما ما على حثّ ونشر عقيدة للمسلمين إلا أن تكون هذه العقيدة بها من الخراب والفساد والعود على دين المسلمين وعقيدتهم الصحيحة بالهدم والتحريف.

من هذه العقائد الخربة التي ينفث فيها الغرب بكل قوتهم حتى تشتعل وتنتشر هذه العقيدة، بل هذه البليّة، عقيدة الصوفية التي ابتُلي المسلمون بها قديما وحديثا، التي تلبس لباس الطهر والزهد والورع وتُبطِن البدعة والخرافة والدجل، هذه الحركة الصوفية التي نشأت في منتصف القرن الثاني وبلغت قمتها العقائدية في أواخر القرن الثالث وبدايات الرابع الهجري، وقد كان أساطين هذا الفكر الصوفي وأئمته جميعا بلا استثناء من الفرس، ولم يكن منهم عربي قط!، وفي القرون السادس والسابع والثامن بلغت الفتنة الصوفية أقصاها، وأُنشِأت فرق خاصة بالدراويش والمجاذيب، وبُنيت القباب على القبور في كل ناحية، وقام بذلك الدولة الباطنية الشيعية المسماة زورا وبهتانا بالفاطمية، وأخيرا في القرون التاسع والعاشر والحادي عشر ظهرت كثير من الطرق الصوفية، وانتشرت هذه العقيدة، حتى أصبح الدين في نظر كثير من المسلمين ما عليه هؤلاء الصوفية.

وقد قام الأوربيون -في ظل عزمهم على غزو بلاد المسلمين- على دراسة تاريخية وجغرافية وعقائدية لبلاد العالم الإسلامي؛ ووجدوا أن هذه العقيدة الخربة سيطرت على أكثر بلاد المسلمين، لكنهم وجدوا أنه قد بدأت في أواخر القرن السابع وبدايات القرن الثامن نهضة -على يد الإمام المجدد شيخ الاسلام ابن تيمية- تعود بالمسلمين إلى دينهم وعقائدهم الصحيحة، فأرادوا أن يعودوا ببلاد المسلمين إلى عهد الصوفية، لأنها المعول الأكبر لهدم بلاد المسلمين، لذلك لما دخل نابليون بونابرت بلاد المسلمين غازيا استغل تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لدى الصوفية؛ فلما احتلت جيوشه الصليبية أرض مصر، كان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال والأسر كان بقدرٍ من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع، فكأنما يعترض على القضاء والقدر. وبدأ ينفق على المشاهد والقبور -بعد أن هُجرت مدة من الزمن- حتى يعود بها إلى عهدها الأول.

أما في هذا العصر فقد حازت القباب والقبور وتشييدها، والمزارات، على اهتمام بالغ من قبل المنظمات الدولية؛ ففي صيف عام 2004 أصدرت مؤسسة "راند" تقريراً تضمّن توجيه الولايات المتحدة الأمريكية بتشجيع انتشار وقبول الصوفية في المجتمعات الإسلامية.

هذا الذي أدركه الغرب يجهله كثير من المسلمين؛ -فالكثير لا يعرف- حقيقة الصوفية التي تخالف عقائد المسلمين في الله والرسول والأولياء والجنة والنار والعبادات  وإليك بيان ذلك.

1- عقيدتهم في الله:

 يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول والاتحاد، ووحدة الوجود، حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وهذه العقيدة الأخيرة التي انتشرت منذ القرن الثالث وإلى يومنا هذا، وأطبق عليها أخيراً كل رجال التصوف وأعلام هذه العقيدة كابن عربي وابن سبعين، والتلمساني.

2- في الرسل والأنبياء:

 يعتقد الصوفية في الرسل عليهم الصلاة والسلام: أنهم في منزلة أقل من الأولياء، يقول ابن عربي: ومقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي، فهم يعتقدون أن الأولياء أعلى الخلق منزلة ثم الأنبياء ثم الرسل .

3- في الأولياء:

يعتقد الصوفية في الأولياء: أن لهم تصرف في الكون، ولهم تقسيمات للولاية، فهناك الغوث المتحكم في كل شيء في العالم، والأقطاب الأربعة الذين يمسكون الأركان الأربعة في العالم بأمر الغوث، والأبدال السبعة الذين يتحكم كل واحد منهم في قارة من القارات السبع بأمر الغوث، والنجباء وكل واحد منهم يتصرف في ناحية تتحكم في مصائر الخلق .

4- في الجنة والنار:

أما الجنة فإن الصوفية يعتقدون: أن طلبها منقصة عظيمة، وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها ولا أن يطلبها، ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله.

وأما النار فإن الصوفية أيضاً يعتقدون: أن الفرار منها لا يليق بالصوفي الكامل؛ لأن الخوف منها طبع العبيد وليس الأحرار.

5- وفي العبادات:

يعتقد الصوفية: أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام، وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة، أو خاصة الخاصة؛ ولذلك فإن لهم عبادات مخصوصة. وأن الولي إذا وصل إلى مرحلة اليقين تسقط عنه التكاليف.

كل هذا بخلاف ما يفعل عند القبور من شرب للمخدرات، وفعل الموبقات، والتمسح بالحديد وتقبيل العتبات والتبرك بالتراب، مما هو من أكبر معاول الهدم لصحيح الدين، ومن أكبر عوامل التنفير لمن يشاهد ويسمع من غير المسلمين ممن أراد الدخول في الدين، لذلك وجب علينا بيان هذا الخطر العظيم على عقائد المسلمين.  والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً