الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مراجعات "خالد مشعل"

المراجعات سمة ضرورية لبقاء أية حركة وعدم شيخوختها

مراجعات "خالد مشعل"
شريف طه
الاثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:٢٨ ص
1418

مراجعات "خالد مشعل"

كتبه/ شريف طه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

المراجعات التي أقرّها الأستاذ "خالد مشعل" في ندوة الجزيرة للدراسات تعبر عن الاتجاه الصحيح  للمراجعات المرجوة التي ظلت تراوح بين خطاب متطرف يرى أن أزمة  "الحركة الإسلامية"  كانت في ميلها للسلمية والتوافق مع الآخرين، مطالبا منها أن تكون أكثر عنفا وإقصاءً للقوى السياسية المختلفة! 

اعترف "مشعل" -بجرأة وصراحة محمودتين- بخطأ "حماس" حينما ظنت أن زمن "فتح" قد ولّى، وأقبل زمن "حماس"، وأشار إلى خطأ "الإخوان" في مصر، حينما ظنوا أن الحصول على الأغلبية يتيح الانفراد بالحكم، وإقصاء القوى المختلفة، مبيناً أنه يمكن إيجاد معادلة تجمع بين التوافق مع الحفاظ على الهوية الفكرية الخاصة للحركة.

أغلب أزمات "الحركات الإسلامية" في تجربة "الربيع العربي"، نشأت من غياب التقدير السليم للموقف وموازين القوى، وهو ما أنتج قراءة مختلة للواقع، تسبب في عدم استثمار الفرص المختلفة.

لقد كثرت الدعاوى المطالبة للحركة الإسلامية بالمراجعة، خاصة عقب الإخفاقات في التعامل مع أحداث "الربيع العربي"؛  ونتيجةً  لعدم تحديد موضع الخلل كان من الطبيعي تشتت مسارات المُراجَعات؛ فسمعنا مطالبات بفصل الدين عن السياسة، باعتبارها أصل المعضلة، وعلى الطرف الآخر طالبت بعض القطاعات بمراجعات تنحو تجاه التطرف ومراجعة خيار "السِّلميّة"، واستدعاء فكرة "النظام الخاص"، وصدرت بيانات تعبر عن هذا التوجه كما المعروف بـ"نداء الكنانة".

فكرة المراجعات في ذاتها كانت مستبعَدَة بشكل عملي وحقيقي، وإن تمت فبشكل صوريّ، وتسعى للنبش في الأطراف بعيداً عن جوهر الأزمة، وغالباً ما تتم تحت ضغط الواقع، وهو ما يُضعِف مصداقيتها عند البعض، الذي يراها تراجعا وانهزاما أكثر منها تصحيحا للمسار.

المراجعات سمة ضرورية لبقاء أية حركة وعدم شيخوختها، وما قام به "مشعل" خطوة في الاتجاه الصائب، نرجوا أن تجد آذانا صاغية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة