السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوائد من قصة مُوسَى في مَدْيَن (1)

الله -عزّ وجلّ- عند ظن عبده به؛ يوفقه ويحفظه وينجيه ويرشده

فوائد من قصة مُوسَى في مَدْيَن (1)
عبد القادر عمر
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦ - ١٢:٥٥ م
892

فوائد من قصة مُوسَى في مَدْيَن (1)

كتبه/ عبد القادر عمر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أما بعد..

فإن قصص الأنبياء والمرسلين فيها من الفوائد والعِبَر والعِظات التي تطهر بها القلوب وتزكو بها النفوس، بل هي والله من أعظم أسباب الثبات؛ قال تعالى: "وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ" هود : 120.

ومن أعظم الأنبياء والمرسلين مُوسَى بن عِمران -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- كَلِيمُ الرحمن، وقصته من أكثر القصص ذكراً في القرآن، وفي قصته من الفوائد والعظات العظيمة التي يحتاجها المؤمنون عموماً، والدعاة خصوصاً.

وقصته في مَدْيَن بها فوائد شتى، أحببت أن أكتب منها شيئاً؛ رجاء النفع بها بإذن الله تعالى.

قال تعالى: "وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ" القصص : 20.

- لما حدث ما حدث من قَتْلِ موسى للرجل القبطي خطأً، وعرف فرعون وملأه أن مُوسَى هو الذي قتله، تشاوروا من أجل قَتْلِ مُوسَى، ويبدوا أن هذا الرجل كان قريبًا من دائرة صنع القرار -فرعون والملأ-، وهذا يدل على أن دعوة مُوسَى وصلت إلى داخل القصر الفرعوني، أو أنها وصلت بشكل ما، ومما يدلك على هذا أيضاً إيمان امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم) وهذا الرجل الذي لم يذكر القرآن اسمه أو من هو، بل أثنى عليه بفعله ووصفه بالرجولة وبنصحه لنبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام-.

وانظر -رحمك الله- كيف أنه أتى مُوسَى ساعيًا وليس ماشيًا، فالسعى هو السير الشديد، وكان يَودّ أن يُدرِك مُوسَى قبل أن يصل إليه فرعون وملأه ويصيبوه بأذى، وأمره بالخروج من مصر ناصحًا مشفقًا على موسى -عليه السلام-؛ فكان من الدعاة والمصلحين.

قال تعالى: "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" القصص : 21.

- أسرع مُوسَى مباشرة خارجًا من مصر متوجها إلى مَدْيَن خائفًا، وهذا الخوف خوف فطري لا يُلام عليه، خوف لايستقر في القلب، يذهب بالّلُجئ إلى الله والتوكل عليه، ودعا الله أن ينجيه من القوم الظالمين.

قال تعالى: "وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ" القصص : 22.

- خرج مُوسَى ولا يعلم الطريق إلى مَدْيَن، ولكن عنده حسن ظن بالله، وثقة في ربه أن يهديه إلى الطريق الصحيح فلا يضل عنها.. والله -عزّ وجلّ- عند ظن عبده به؛ يوفقه ويحفظه وينجيه ويرشده.. وقد وصل بالفعل إلى مَدْيَن بعد عدة أيام من المشي.

يُتْبَع بإذن الله...

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً