هاتفته بالليل .... وفجعت فيه بالنهار
كتبه/ أحمد جميل
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الشيخ علي حاتم رحمه الله
....
هاتفته بالليل لأطمئن عليه
، فقابلني بحفاوته المعهودة ، ومازحني كعادته : ( لست أسوأ سائق بالإسكندرية ) .
شخصية مرموقة من الرعيل الأول
لهذه الدعوة المباركة - الدعوة السلفية - ومن الرواد الذين شاركوا في العمل الإداري
لها.
علي حاتم - بقدر هيبته -
ينفذ إلى قلبك رغما عنك ، وبدون استئذان .
ربما لتواضعه وسجيته وبساطته
تشعر حين تقابله
للمرة الأولى كأنك تعرفه
من سنين.
وفي المكالمة الطويلة شرح
لي تفصيلا حالته الصحية وتطورات ما طرأ عليه مؤخرا ،
ثم كانت كلماته في آخر المكالمة
التي تلخص حال الرجل فقال لي ما نصه :
( حينما وضعت على جهاز التنفس
الاصطناعي كان يلجم فكي ولساني فلا أستطيع الكلام ،
يقول : كنت في مكان وفي موقف
مع الله أقسم لك يا أحمد - ولا ينبغي لأحد أن يتمنى أن يبتلى هذا الابتلاء - أنا ما
رأيت أمتع من هذه اللحظات التي كنت فيها مع ربي ، وأنا أعرف أن هذا النفس ربما يكون
الأخير.
يقول : وأنا أقول له - أي
للمولى عز وجل - أنا بحبك خذني في أحسن حالاتي ، ارض عني ، لا تضيعني أنا بين يديك.
يقول : أناجي ربي بالقلب
وليس باللسان .....
يا رب يا رب أنت اللطيف أنت
الودود أنت العفو أنت الكريم أنت الحنان أنت المنان .
خذني إن أردت ذلك في أحسن
حالاتي.
أنا اشتاق إلى رؤيتك يا رب.
..
أنا اشتاق إلى رؤيتك يا رب
...
يقول : لم أفكر في إبن ولا
في بنت ولا في حاجة ولا في مرض .
ثم يختم كلامه : حتى سمعت
استشاري القلب يقول لقد عبرنا منطقة الخطر .)
ثم أخبرني بلزوم عملية القلب
المفتوح وسألني والأخوة الدعاء .
ودعته على أن اتصل به لاحقا
بعدما يراجع الطبيب خلال هذا الأسبوع قبل العملية ، مازحته لأخفف عنه .... انهينا المكالمة
.
وفي العاشرة صباحا يدق هاتفي
.... مات الشيخ
اللهم ارحمه رحمة واسعة واجمعني
به في الجنة ... آمين
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com