الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هاتفته بالليل .... وفجعت فيه بالنهار

علي حاتم - بقدر هيبته - ينفذ إلى قلبك رغما عنك ، وبدون استئذان

هاتفته بالليل .... وفجعت فيه بالنهار
أحمد جميل
الثلاثاء ١٠ يناير ٢٠١٧ - ١٥:٥٨ م
1045

هاتفته بالليل .... وفجعت فيه بالنهار

كتبه/ أحمد جميل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

الشيخ علي حاتم رحمه الله ....

 

هاتفته بالليل لأطمئن عليه ، فقابلني بحفاوته المعهودة ، ومازحني كعادته : ( لست أسوأ سائق بالإسكندرية ) .

 

شخصية مرموقة من الرعيل الأول لهذه الدعوة المباركة - الدعوة السلفية - ومن الرواد الذين شاركوا في العمل الإداري لها.

 

علي حاتم - بقدر هيبته - ينفذ إلى قلبك رغما عنك ، وبدون استئذان .

ربما لتواضعه وسجيته وبساطته تشعر حين تقابله

للمرة الأولى كأنك تعرفه من سنين.

 

وفي المكالمة الطويلة شرح لي تفصيلا حالته الصحية وتطورات ما طرأ عليه مؤخرا ،

 

ثم كانت كلماته في آخر المكالمة التي تلخص حال الرجل فقال لي ما نصه :

 

( حينما وضعت على جهاز التنفس الاصطناعي كان يلجم فكي ولساني فلا أستطيع الكلام ،

يقول : كنت في مكان وفي موقف مع الله أقسم لك يا أحمد - ولا ينبغي لأحد أن يتمنى أن يبتلى هذا الابتلاء - أنا ما رأيت أمتع من هذه اللحظات التي كنت فيها مع ربي ، وأنا أعرف أن هذا النفس ربما يكون الأخير.

يقول : وأنا أقول له - أي للمولى عز وجل - أنا بحبك خذني في أحسن حالاتي ، ارض عني ، لا تضيعني أنا بين يديك.

يقول : أناجي ربي بالقلب وليس باللسان .....

يا رب يا رب أنت اللطيف أنت الودود أنت العفو أنت الكريم أنت الحنان أنت المنان .

خذني إن أردت ذلك في أحسن حالاتي.

أنا اشتاق إلى رؤيتك يا رب. ..

أنا اشتاق إلى رؤيتك يا رب ...

يقول : لم أفكر في إبن ولا في بنت ولا في حاجة ولا في مرض .

ثم يختم كلامه : حتى سمعت استشاري القلب يقول لقد عبرنا منطقة الخطر .)

 

ثم أخبرني بلزوم عملية القلب المفتوح وسألني والأخوة الدعاء .

ودعته على أن اتصل به لاحقا بعدما يراجع الطبيب خلال هذا الأسبوع قبل العملية ، مازحته لأخفف عنه .... انهينا المكالمة .

 

وفي العاشرة صباحا يدق هاتفي .... مات الشيخ

 

اللهم ارحمه رحمة واسعة واجمعني به في الجنة ... آمين

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة