الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإغراق في الجزئيات نوع من الاستغلال الفكري

إن أهم ما يميز أبناء الدعوة السلفية حرصهم الدائم والمستمر على تلقي العلم وتطبيقه

الإغراق في الجزئيات نوع من الاستغلال الفكري
وليد عبد الجواد
الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٧ - ١١:٤١ ص
1167

الإغراق في الجزئيات نوع من الاستغلال الفكري

كتبه/ وليد عبد الجواد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الإغراق في الجزئيات نوع خبيث من أنواع السياسات التي يستخدمها أهل الشرّ والمكر والخديعة مع المسلمين في العموم، ومع أبناء التيار الإسلامي على وجه الخصوص، وقد شاع استخدامه في الآونة الأخيرة، وأظهر نجاحًا كبيرًا، من أجل ذلك لزم التنويه ولفت النظر.

كما هو واضح من العنوان، يجد الإنسان نفسه عاجزًا عن التصرف إلا في الطريق الذي يريده واضع هذا النوع من السياسات، فهو أشبه بالغريق، وكلما استفاق من جزئية يكون في انتظاره أجزاء أخرى، وتأتي تباعًا حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه ولا يستفيق.

مارس الإعلام هذا النوع مع أبناء التيار الإسلامي باقتدار، وكل يوم يُلقي لك جزئية أو قضية من قضايا التدين وتقوم الدنيا ولا تقعد، وتكثر المناوشات والقيل والقال، ويحدث التشتيت، وينبري أقوام للرد من هنا أو هناك، وكل ما يريدونه أن يُشتِّتوا الانتباه عن قضايا أخرى!.

 وفي اليوم التالي ينجرف الشارع والناس في كل الحلقات النقاشية، فمن لم يستمع من قبل يجد نفسه الآن مجبراً على الرد ودحض الشبهة، إلى هنا لا يزال الأمر يسيرًا، ولكن أن تصير هذه القضية ولاءً و براءً، وخلافًا وشدًّا وجذبًا، وشغل شاغلِ الأخ، يقتطع لها وقته، ويُعِدّ فيها الأبحاث وتشغله عن دعوته وعمله؛ فهذا أسمى أماني القوم، وهوالذى يريدونه.

لا مانع أبدًا من أن يكون هناك تنويه، أو تعليق بسيط لكل أمر مستجد أو طارئ في الإعلام أو السياسة أو غيره، على أن لا يتجاوز الأمر مجرد التعليق ولفت الانتباه؛ حتى يستمر العطاء، وتبقى الدعوة متجددة متصلة بقضايا العصر ومستجداته، لكن الذي نرفضه أن يغرق الأخ وأن ينجرف في هذه الهُوّة ولا يرفع رأسه مرة أخرى، وينشغل عن دعوته وهموم وطنه وقضايا أُمّته.

إن أهم ما يميز أبناء الدعوة السلفية حرصهم الدائم والمستمر على تلقي العلم وتطبيقه -بفضل الله وعونه- وهذا من أهم الركائز التي تُحصِّن من هذه الأمواج العاتية من الفتن المظلمة، وتدفع عنهم الغرق في خضم هذه الأمواج . 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة