الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسائل المواساة لأهل الفقر والمعاناة (3) (موعظة الأسبوع) لماذا زاد الغلاء والبلاء والمعاناة؟

السبب الحقيقي للأزمة، هو الإعراض عن دين الله، وانتشار المعاصي والذنوب، والأسباب الظاهرة ما هي إلا نتائج لهذا السبب

رسائل المواساة لأهل الفقر والمعاناة (3) (موعظة الأسبوع) لماذا زاد الغلاء والبلاء والمعاناة؟
سعيد محمود
الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧ - ١٣:٤٧ م
2035

رسائل المواساة لأهل الفقر والمعاناة (3) (موعظة الأسبوع) لماذا زاد الغلاء والبلاء والمعاناة؟

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض مِن الرسالة:

التنبيه على أن السبب الحقيقي للأزمة، هو الإعراض عن دين الله، وانتشار المعاصي والذنوب، وبيان أن الأسباب الظاهرة ما هي إلا نتائج لهذا السبب الحقيقي.

المقدمة:

- غلاء الأسعار هو حديث الناس الذي لا يتوقف؛ غلاء الأسعار صار حديث الغني والفقير، غلاء الأسعار حقيقة واقعية مؤلمة، ونار محرقة، اكتوى بها الأغنياء؛ فكيف بالفقراء؟!

غلاء الأسعار... ألم يتضاعف كل يوم على الفقراء، بل كل ساعة، بل أقل؛ مما جعل كثيرًا مِن الفقراء الصالحين يئنون تحت وطئته، ولسان حالهم ومقالهم يقولون: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة:286)؛ فكيف الحال بالفقراء ضعفاء الدين والإيمان؟! الذين صاروا يصرخون ويبكون و يجزعون!

ولقد صار لسان حال الجميع ومقالهم: "لماذا زاد الغلاء والبلاء والمعاناة؟!".

- سؤال تباينت الأجوبة عليه، واختلف الناس بسببه في تقديراتهم وآرائهم؛ فمنهم مَن يرجع ذلك إلى أسبابٍ سياسية: كالضغوط العالمية، والمخططات لإسقاط البلاد، وكإخفاق صناع القرار في إدارة الأزمة. ومنهم مَن يرجع ذلك إلى أسبابٍ اقتصادية: كالركود العالمي للتجارة، وآثار الثورات، وضعف الاستثمارات. ومنهم مَن يرجع ذلك إلى أسبابٍ اجتماعية وأخلاقية: كجشع وفساد الكثير مِن التجار ورجال الأعمال، وكإمساك وبخل الكثير مِن الأغنياء.

- والحقيقة أنها كلها غير متعارضة، بل هي كلها مجتمعة يصلح أن تكون هي سبب الغلاء والبلاء، ولكننا لا نستطيع أن نتناول هذه الأسباب كلها في حديثنا، بل فيها ما يحتاج إلى أهل تخصص وتحليل؛ ولذلك سنقف مع الأسباب الاجتماعية التي أشرنا إليها لتعلقها بحياة الفقير اليومية، ونكتفي بالإشارة السابقة إلى الأسباب الأخرى.

- ونعني بالأسباب الاجتماعية والأخلاقية سببين، وهما: "فساد كثير مِن رجال الأعمال والتجار - وإمساك وشح كثير مِن الأغنياء".

1- فساد كثير مِن رجال الأعمال والتجار:

- الغالب في التجار الفساد إلا مَن رحم الله؛ فكيف في هذه الأزمة؟!: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى المُصَلَّى، فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ)، فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: (إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ، وَبَرَّ، وَصَدَقَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- احتكر التجار السلع والدولار، وتواطئوا على آلام الفقراء والمساكين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ) (رواه مسلم)، وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرَصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-" (رواه أحمد).

- جمع الكثير منهم القناطير المقنطرة مِن الأموال في هذه الموجة بلا رحمة، غير مبالين بآلام الفقراء والمحتاجين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

- أيها التجار... احذروا العقوبات الإلهية، والنقمات الربانية "الخسارة التجارية - الأمراض الفتاكة - فساد الورثة": (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:14)، (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) (المطففين:4).

- أيها الفقير... إذا كان رجال الأعمال والتجار علقوا قلوبهم بالدولار؛ فعلق قلبك بالرازق الجبار: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق:3).

2- إمساك وبخل الكثير من الأغنياء:

- أمسك الكثير مِن الأغنياء عن الزكاة والصدقة خشية الفقر بعد غلاء الأسعار، ونسوا أن الزكاة ركن مِن الإيمان وحق للفقير: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (متفق عليه)، وفي حديث معاذ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ... ) وفيه: (فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ) (متفق عليه)، وقال الله -تعالى-: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) (الأنعام:141).

- الزكاة والصدقات تذهِب الحسد والضغينة مِن قلوب الفقراء، ويحل معها الحب والدعاء، وليس الفقراء فحسب، بل الملائكة يدعون له كذلك: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ، أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ، أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا) (متفق عليه).

- الزكاة والصدقات سبب البركة والزيادة مِن الله، بل ربما يغير الله لك نواميس الحياة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ -لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ- فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ) (رواه مسلم).

- أيها الأغنياء... احذروا تقلب الأيام والندم عند الموت: قال الله -تعالى-: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26)، وقال الله -تعالى-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المنافقون:10-11).

3- الإعراض عن دين الله:

هذا هو السبب الحقيقي للغلاء والبلاء والمعاناة وسائر المصائب، وما الأسباب سالفة الذكر إلا نتائج لذلك؛ فتأمل.

- الأسباب المادية المتقدمة كلها خلق مسخَّر لله -عز وجل-، يقدِّرها بحكمة، لها صلة بأحوال الخلق: قال الله -تعالى-: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49)، (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96)، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (فصلت:46)، (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى:30)، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41).

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) (رواه بن ماجه، وصححه الألباني).

خاتمة: ما العلاج؟!

- بالتوبة والرجوع إلى الله وإقامة دينه، تتبدل الأحوال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)، (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) (نوح:10-12)، (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (الجن:16)، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال:33)، (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:137).

- الواجب على الجميع النصح والدعوة والإصلاح لإقامة دين الله في جميع نواحي الحياة: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا) (رواه البخاري).

- وأخيرًا: أيها الفقير الصالح... إذا حالت الأسعار والغلاء بينك وبيْن أبواب الرزق المادية، فهناك أبواب للرزق معنوية؛ هي سبب للبركة في القليل، ويُرجى معها الزيادة والكثير، ولكن لا بد لها مِن مفاتيح؛ فما هي مفاتيح أبواب الرزق؟

هذا ما يأتي عليه الحديث في المرة القادمة -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة