الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أسمال متسخة بائدة

هل من المصلحة إشاعة مثل هذا الخطاب الذي عفى عليه الزمن وأصبح أطلالا خربة وأسمالًا مُتَّسِخة بائِدة؟

أسمال متسخة بائدة
سالم الناشي
الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠١٧ - ١٠:٥٤ ص
1439

أسمال متسخة بائدة

كتبه/ سالم الناشي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

استهداف الإسلاميين كان هدفًا لكل حاقد على الإسلام، واستمرت هذه الحرب سنوات طويلة، ولا زالت، وكان يدعمها ويغذيها شرقًا شيوعيًا، وغربًا علمانيًا، وقلبًا أسودَ صهيونيًا.

فلا أستغرب إن هاجم الإسلام شيوعي؛ لأن الشيوعي عدو الأديان وكاره للإسلام؛ لذلك عانت الأمة الإسلامية كثيرًا من المد الشيوعي على دولها، فعاث ونخر ودمر فيها أي تدمير، وظلت دول إسلامية عديدة إلى الآن تعاني من التخلف والفوضى والدمار الذي خلفه الفكر الشيوعي المتعفن، ولكن رغم انحسار المد الشيوعي وسقوطه المدوي في مطلع التسعينات إلا أن الصومال التائهة والبوسنة التي مزقتها الحرب وشهدت إبادات جماعية همجية في التسعينات، واليمن التي تفككت شمالًا وجنوبًا ودارت رحى الحرب بين الفرقاء فترات طويلة، وأفغانستان المسكينة التي دخلت نفق الشيوعية المظلم ولم تتعاف منه إلى الآن، هؤلاء لم ينتقدهم أحد! ولم يشنع عليهم قلم، إلا الإسلاميون!

وهكذا العلماني الذي يرى الحرية الكاملة هي الحياة فإذا أخبره الإسلامي ألا حرية كاملة في دين سماوي أساسه الأخلاق، وأنه يرفض التعدي على حريات الأخرين، هنا يشمئز العلماني ويذكر بضرورة فصل الدين عن الدولة! وهذا النهج لم يكتف بأن يبث سمومه الليبرالية في عالمنا الإسلامي، ويبذر حبوب الشر في كل مكان، بل إنه احتل الدول وفَرّق الشعوب وغلَّب طائفة على طائفة، فاستَحَرَّ القتلُ، وتشرد الملايين، وضاعت آمال شعوب وشعوب!  ولم ينتقد هؤلاء أحد؛ بل صفقوا لهم أنهم أهل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان!

وكذلك الصهيوني الذي يرى في قوة الإسلام أُفولا وغيابًا لزهوته، وفي تقدم العرب والمسلمين طوقًا يلف رقبته فيخنقها عَبْر السنين، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبدالله خلفي يهودي تعال فاقتله!

الشيوعي والعلماني والصهيوني لهم ألوان وسحنات يُعرفون بها؛ أما إذا جاء الهجوم ممن لا لون له ولا طعم ولا رائحة فهنا يكون العجب! وأغلب هذا الهجوم نابع من اعتداد بالنفس، ومصالح شخصية، وصفقات مالية، وقد تكون أيضًا بسبب قوة التيار الإسلامي وقوة طَرْحِه.

فهل يعقل أن يفهم هؤلاء أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفق أهوائهم؟! وهل يعقل أن تكون السخرية من الإسلاميين شَرَابَهم الذي يسكرون به حتى الثمالة؟! والخطاب المتشنج هو ديدنهم! وأن يكون اللمز والغمز عادتهم، والتعالي على الآخرين هو سبيلهم! فهم عَبَدة الميكرفون، وأسارى التصفيق!  ولا يهمهم من يتأثر بعد ذلك، وهل من المصلحة إشاعة مثل هذا الخطاب الذي عفى عليه الزمن وأصبح أطلالا خربة وأسمالًا مُتَّسِخة بائِدة؟

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


تصنيفات المادة