الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أبواب الجنة ثمانية وسبل الخير غير محدودة

لنحرص على الجهد والبناء

أبواب الجنة ثمانية وسبل الخير غير محدودة
أسامة شحادة
الثلاثاء ١١ أبريل ٢٠١٧ - ١٦:٣٩ م
1063

أبواب الجنة ثمانية وسبل الخير غير محدودة

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أَخبَرَنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ: "في الجنة ثمانية أبواب" رواه البخاري، وجعل لكل باب قوما مختصين به لاختلاف طاعاتهم وأعمال الخير والبِرِّ التي يقومون بها، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله! هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! ما على أحدٍ يُدعَى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم" رواه مسلم.

وهذه الأحاديث ترشدنا إلى تعدد أعمال الخير والطاعة والبرّ التي توصلنا لرضى الله عزّ وجلّ، وهذا يدفعنا للتنافس في الطاعات والإقبال على أداء حق الله -عزّ وجلّ- علينا، والتي منها نصرة دينه، ونصرة عباده المؤمنين، وحماية الضعفاء والمساكين من كل ملّة ودين، بل وحتى الحيوان والطير والبيئة والمناخ.

ومن هنا فإن الجميع مَدعُوّ للعمل والبذل والتنافس في فعل الخير والجهاد، كلٌّ بحسب طاقته ورغبته وما يحسن، "اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لما خُلِق له" متفق عليه، والإسلام والبشرية والكون ينتظر من كل عامل وعاملة القيام بدورهما والمبادرة والإيجابية بفعل البر والمعروف، فقد دخلت الجنةَ بَغِيٌّ من بني إسرائيل لكلب سَقَتْه ماءً!

واليوم نحتاج إلى كل عمل سليم صحيح مهما كان نوعه، ومهما كان مكانه ومقداره، ومهما كان القائم به، فمن وَفَّقَه الله إلى أن يسعى في سدّ حاجة بعض الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام فهذا خير، ومن وُفِّق لتعليم الناس -صِغارًا أو كِبارًا- العلم والأخلاق فهذا خير، ومن وفّق للنشاطات التطوعية من نظافة الأحياء والشوارع والمؤسسات فهذا خير، ومن فتح له في التفكير والتوجيه وخطاب الناس أو رعاية الأذكياء فهذا خير، ومن مكّن لتقديم نصيحة أو استشارة بصدق وأمانة فهذا خير، ومن قام بواجبه الأُسَري والوظيفي والمجتمعي مراقبًا ربه فهذا خير، ومن أكرمه الله -عزّ وجلّ- بالرِّباط والجهاد والمقاومة حمايةً للأُمّة ونصرةً للإسلام من الغُزاة والطغاة والغلاة فهذا شرف وكرامة.

إن الجميع له دور وله مساهمة يلزم أن يقوم بهما حتى تكتمل دائرة النهوض والتنمية والتقدم، والأمر يشبه مسنّنات الساعة، فالمسننات الكبيرة لا يمكنها أن تدور وتؤشر للوقت السليم إلا إذا تحركت المسننات الصغيرة أيضا، ولكل المسننات -صغيرة وكبيرة- مهمة حتى تدور الساعة وتعمل.

والأمة المسلمة اليوم تحتاج إلى جهود الجميع، فالعظماء والعلماء والأبطال مرّوا بمراحل متعددة من رعايتهم وهم صغار، وهذه مهمة عظيمة يقوم بها الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات حين يتركون بصمات على العظماء غير ظاهرة لكنها الأساس الحقيقي لعظمتهم.

وفي مسيرتهم يكون لبعض الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء دور مهم في شحذ الهمم وتوجيه البوصلة، وهكذا؛ هناك عوامل كثيرة جدا تساهم في صناعة العظماء وتشكل المناخ المناسب لصناعة القادة أو الظروف الموضوعية لبدء مسار النهضة والتقدم.

وبأمثال هؤلاء الإيجابيين والمنتجين تنتصر الأمم وتتقدم، وهم وإن كانوا غير معلومين لغالبية الناس لكنهم عند الله -عزّ وجلّ- معلومون معروفون، ولن تضيع جهودهم، بل فيهم مَن لو أقسم على الله -عزّ وجلّ- لأَبَرّه.

فلنحرص على الجهد والبناء، وليعمل الجميع وفي كل الاتجاهات مِن مواقعهم وأدوارهم المتنوعة لتتكامل الجهود، وتسير مسننات النهوض والقوة في أُمَّتِنا نحو الأمام والقمة. 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً