الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإنسان بين الإيمان والخسران

لا يقسم إلا بعظيم على عظيم، فالعمل العمل البدار البدار

الإنسان بين الإيمان والخسران
خالد آل رحيم
الاثنين ٢٢ مايو ٢٠١٧ - ١٨:٣٧ م
936

الإنسان بين الإيمان والخسران

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ذُكرت لفظة الإنسان في القرآن الكريم في أكثر من عشرين موضعًا ولكن اللافت للنظر أنها غالبًا تتحدث عن صفات مذمومة لا يحبها الله تعالى منها على سبيل المثال قوله تعالى:

(وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)

(إِنَّهُ لَيَئوسٌ كَفورٌ)

(إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ)

(خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ)

(وَكانَ الإِنسانُ عَجولًا)

(وَكانَ الإِنسانُ قَتورًا)

(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا)

(قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)

(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى)

(إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)

(وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)

( وَكانَ الإِنسانُ أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلًا)

 وذُكر كذلك في غير آية أنه (كفور) وأنه (كفور مبين) وأنه (مغرور). والعجيب أن الله تعالى أقسم في بعض سور القرآن أن الإنسان خاسر وأنه في أسفل السافلين ولكنه تعالى بيَّن أن هناك بعض من هذا الإنسان سينجو فقال تعالي: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَـذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) وهنا أقسم تعالى على أنه خلق هذا الإنسان في أحسن صورة، ثم رده إلى أسفل سافلين في كل شيء، ثم استثني فئة قليلة وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات.  ثم أقسم تعالى في سورة أخري قائلًا: (وَالْعَصْرِ  إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)

وقد قال الشافعي في هذه السورة: "لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم أو لوسعتهم".

واللافت للنظر هو قسم المولى تعالى على ذلك، وهو في غنى أن يقسم ولكنه أقسم تعالي ليدلل على عظمة المقسوم به والمقسوم عليه، ففي الأولى أقسم تعالى بثلاثة أماكن مقدسة هي أرض الشام (بيت المقدس)، و(جبل الطور) الذي  تنزل عليه سبحانه وتعالى مخاطبًا لموسى عليه السلام، وكذلك (البلد الأمين) مكة المكرمة مهبط الوحي ومنشأ خير المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم

وفي السورة الثانية أقسم بـ (العصر) أي الوقت على اختلاف المفسرين والعجيب أن تجد أن العامل المشترك هو القسم من الله تعالى على خسارة الإنسان، مع استثناء القليل ولكن بشروط ذكر تعالى منها اثنين في سورة التي،ن وذكرها كاملة في سورة العصر وهي:

الإيمان

العمل

التواصي والدعوة بذلك

الصبر على ذلك      

فاعلم أيها الإنسان أنه تعالى عظيم، ولا يقسم إلا بعظيم على عظيم، فالعمل العمل البدار البدار

والله من وراء القصد ،،،

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة