الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ

إنما منع الكثير منا مِن تذوق حلاوة القرآن وعظمته وحصول أثره العظيم في النفوس، ما همْ عليه مِن الجهل بمعاني القرآن وأحكامه ودلالاته

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ
محمود عبد الحفيظ البرتاوي
الأربعاء ٠٧ يونيو ٢٠١٧ - ١١:٣٩ ص
1111

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ

كتبه/ محمود عبد الحفيظ البرتاوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن القرآن ليس كتابًا معجزًا فحسب -على تعدد وتنوع ألوان إعجازه-؛ تحدى الله به الأولين والآخرين، ووقف أمامه الإنس والجن عاجزين مدوهشين أمام إحكامه وإتقانه، كما قال الله -تعالى-: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء:88)، وقال -تعالى-: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود:1)، وقال -تعالى-: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (الجن:1-2).

بل إن القرآنَ روحٌ تسري في القلوب؛ فتمدها بأسباب الحياة، واليقين والثبات، والسعادة في الدنيا والآخرة، قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) (الشورى:52).

فالقرآن هو الحياة الحقيقية التي مَن لم يعرفها كان ميتًا، قال الله -تعالى-: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) (الأنعام:122).

وقال -تعالى- ناعيًا على الكفار استرسالهم في غيهم وضلالهم، وعدم خضوعهم وانقيادهم لهذا القرآن العظيم مع وضوح دلائل صدقه وظهورها: (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) (الانشقاق:20-21).

أي ما لهم عذر أو حجة أو مانع مِن ذلك؛ إذ القرآن حقيق بأن يخضع له!

فهو كما وصفه الله -تعالى-: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) (البروج:21).

قال القاسمي -رحمه الله-: "(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ): أي سامٍ شريف، لا يماثل في أسلوبه وهدايته" (تفسير القاسمي).

وقال السعدي -رحمه الله-: "وسيع المعاني عظيمها، كثير الخير والعلم" (تفسير السعدي).

وقال -تعالى-: (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وَقَوْلُهُ: (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) أَيِ: الْكَرِيمُ الْعَظِيمُ الذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (تفسير ابن كثير).

فالقرآن كتاب عظيم، كثير الخير والعلم والهدى، لا يأتيه الباطل مِن بيْن يديه، ولا مِن خلفه؛ بالغ التأثير على كل مَن أصغى إليه، وحضر قلبه.

قال الله -تعالى- عن القرآن وأثره في النفوس: (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ) (الزمر:23).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وَقَوْلُهُ: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ): أَيْ هَذِهِ صِفَةُ الْأَبْرَارِ، عِنْدَ سَمَاعِ كَلَامِ الْجَبَّارِ، الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، لِمَا يَفْهَمُونَ مِنْهُ مِنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، وَالتَّخْوِيفِ وَالتَّهْدِيدِ، تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُهُمْ مِنَ الْخَشْيَةِ وَالْخَوْفِ، (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) لِمَا يَرْجُونَ ويُؤمِّلون مِنْ رَحْمَتِهِ وَلُطْفِهِ" (تفسير ابن كثير).

- وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ . أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) (الطور:35-37). قَالَ: كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ! وَقَالَ: "وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي". (رواه البخاري).

- وعن عكرمة، قال: جَاءَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ لَهُ: اقْرَأْ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90)، قَالَ: أَعِدْ، فَأَعَادَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَحَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً، وَإِنَّ أَعْلاهُ لَمُثْمِرٌ، وَإِنَّ أَسْفَلُهُ لَمُغْدِقٌ، وَمَا يَقُولُ هَذَا بَشَرٌ!" (دلائل النبوة للبيهقي).

- والقرآن ليس تأثيره على الإنس وحدهم، فحين استمع إليه نفر مِن الجن كان قولهم: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (الجن:1-2).

- بل إن القرآن لا يقتصر تأثيره على قلوب الأحياء فحسب مِن الإنس والجن، قال الله -تعالى-: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21).

- قال أبو عمران الجوني -رحمه الله-: "وَاللهِ لَقَدْ صَرَفَ إِلَيْنَا رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- فِي هَذَا الْقُرْآنِ مَا لَوْ صَرَفَهُ إِلَى الْجِبَالِ لَمَحَاها وَدَحَاهَا".

وقال الإمام الشوكاني -رحمه الله- في تفسير هذه الآية الكريمة: "أي مِن شأنه وعظمته، وجودة ألفاظه وقوة مبانيه وبلاغته، واشتماله على المواعظ التي تلين لها القلوب أنه لو أنزل على جبلٍ مِن الجبال الكائنة في الأرض؛ لرأيته مع كونه في غاية القسوة وشدة الصلابة وضخامة الجرم خاشعًا متصدعًا، أي: متشققًا مِن خشية الله -سبحانه-؛ حذرًا مِن عقابه، وخوفًا مِن أن لا يؤدي ما يجب عليه مِن تعظيم كلام الله، وهذا تمثيل وتخييل يقتضي علو شأن القرآن، وقوة تأثيره في القلوب" (فتح القدير للشوكاني).

- وكان مالك بن دينار -رحمه الله- يقرأ هذه الآية: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ) ثم يقول: "أقسم لكم لا يؤمن عبدٌ بهذا القرآن إلا صُدَّع قلبهُ!".

- وقال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) (الرعد:31).

"عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَالُوا لِمُحَمَّدٍ -صلّى الله عليه وَسَلَّمَ-: لَوْ سَيَّرْتَ لَنَا جِبَالَ مَكَّةَ حَتَّى تَتَّسِعَ فَنَحْرُثَ فِيهَا، أَوْ قَطَّعْتَ لَنَا الْأَرْضَ كَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ يُقَطِّعُ لِقَوْمِهِ بِالرِّيحِ، أَوْ أَحْيَيْتَ لَنَا الْمَوْتَى كَمَا كَانَ يُحْيِي عِيسَى الْمَوْتَى لِقَوْمِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا)" (تفسير ابن كثير).

وقال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية الكريمة: "يَقُولُ -تَعَالَى- مَادِحًا لِلْقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَمُفَضِّلًا لَهُ عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ قَبْلَهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ) أَيْ: لَوْ كَانَ فِي الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ كِتَابٌ تَسِيرُ بِهِ الْجِبَالُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، أَوْ تُقَطَّعُ بِهِ الْأَرْضُ وَتَنْشَقُّ أَوْ تُكَلَّمُ بِهِ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهَا؛ لَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ الْمُتَّصِفُ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ، أَوْ بِطْرِيقِ الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِعْجَازِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَنْ آخِرِهِمْ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مَثَلِهِ!" (تفسير ابن كثير).

- فهذا القرآن العظيم أسر قلوب مَن آمن به، وأقر بجلاله وكماله، وقهر مَن كفر به وصد عنه!

- وإنما منع الكثير منا مِن تذوق حلاوة القرآن وعظمته وحصول أثره العظيم في النفوس، ما همْ عليه مِن الجهل بمعاني القرآن وأحكامه ودلالاته، فإن أكثر مَن يعتني بالقرآن في زماننا إنما تنصرف همته إلى حفظ حروف القرآن وتجويدها دون تدبره وفهمه؛ إضافة إلى ما في القلوب من الغفلة والران، والذنوب التي تحول بينهم وبيْن هذا المذاق الرائق الذي تذوقه مَن كان على دراية بالقرآن وتعظيم له.

- قال وهيب بن الورد -رحمه الله-: "قِيلَ لِرَجُلٍ: أَلَا تَنَامُ؟ قَالَ: إِنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ أَذْهَبَتْ نَوْمِي" (حلية الأولياء). وقيل لبعضهم: "ما لي أَرَاكَ لا تَنَامُ؟! قَالَ: إِنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ أَطَرْنَ نَوْمِي، فَمَا أَخْرُجُ مِنْ أُعْجُوبَةٍ إِلا وَقَعْتُ فِي أُخْرَى!" (التبصرة لابن الجوزي)

- وقال إمام المفسرين ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "عجبتُ لمَن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله؛ كيف يلتذ به؟!".

- وقال الحسن البصري -رحمه الله-: "كَانَ أَحَدُهُمْ يَبِيتُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيُصْبِحُ يُعْرَفُ ذَلِكَ فِيهِ, وَأَحَدُهُمُ الْيَوْمَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا يَحْمِلُ بِهِ رِدَاءَ كَتَّانٍ!" (حلية الأولياء).

قال الله -تعالى-: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24).

وقال -تعالى- مبينًا أن مِن مقاصد إنزال القرآن على رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ تدبره وفهمه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29)؛ لأن القرآن كثير البركة والخير، يهدي للتي هي أسد وأحكم وأعدل في كل الأمور، والمواقف والأحوال، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء:9).

فجدير بنا أن نقبل على القرآن؛ تلاوة، وحفظـًا، وعملاً، وتدبرًا؛ وخصوصًا في هذا الزمن الفضيل، في شهر رمضان (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185).

نسأل الله -جلَّ في علاه- أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا وأحزاننا.

وصلى الله على محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com