الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

عقبات في طريق الشبان للوصول إلى باب الريان

عليكم أن تعودوا إلى طاعة ربكم حتى تفوزوا في الدنيا والآخرة

عقبات في طريق الشبان للوصول إلى باب الريان
صبحي فتحي الشلمة
الاثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧ - ٠٥:٤٣ ص
1122

عقبات في طريق الشبان للوصول إلى باب الريان

كتبه/ صبحي فتحي الشلمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالشباب همْ عماد الأمم وسر نهضتها؛ فما قامتْ حضارة إلا على أكتاف الشباب وبسواعدهم الفتيَّة، وما انهارت أمة مِن الأمم؛ إلا بسبب تخلي شبابها عن قضيتها، وتخليهم عن مبادئهم.

ومرحلة الشباب هي المرحلة التي تتصف بالقوة والفتوة، والنشاط الحيوية، ولقد ظهر أثر الشباب في نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمعظم الصحابة الذين أسلموا في الرعيل الأول كانوا شبابًا: كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن زيد، ومصعب بن عمير، والأرقم بن أبي الأرقم، وخباب، وعشرات غيرهم -رضي الله عنهم-.

وعاش شباب الصحابة -ومَن بعدهم مِن شباب التابعين- ينشرون الإسلام وينصرونه، حتى تبدل الزمان وخَلَف مِن بعدهم خلفٌ أضاعوا الإسلام برسمه ووصفه، وتخلوا عن رسالته، ولم يعد لهم ارتباط بالإسلام إلا الاسم!

ويأتي شهر رمضان فرصة أمام الشباب للعودة إلى المساجد، والتقرب إلى الله بالطاعات؛ آملين أن يغفر الله ذنوبهم، وأن يعتق رقابهم مِن النار، وأن يدخلوا الجنة مِن باب الريان الذي أعده الله لعباده الصائمين، فإذا دخلوا منه أغلق دونهم، ومع كل هذا نجد أن هناك مِن شباب المسلمين مَن ابتعد عن المساجد، ولم يكن في هذا الشهر راكع ولا ساجد، وهناك بعض العقبات أمام الشباب المسلم في الوصول إلى باب "الريان" لدخول جنة الرحمن.

ومِن هذه العقبات:

1- الجهل وقلة العلم، وعدم المعرفة بفضل شهر رمضان، وما فيه مِن ثواب للصائمين القائمين.

2- الانشغال بالدنيا وما فيها مِن شهواتٍ وملذاتٍ، حيث تغلغلت الدنيا في القلوب؛ فطغتْ على حب الآخرة، وسيطرتْ على القلوب؛ فانقادتْ لها جميع الجوارح، فأصبح الشباب في عصرنا هذا يخاصمون مِن أجل الدنيا، ويعطون مِن أجل الدنيا، ويمنعون مِن أجلها؛ يحبون ويخاصمون مِن أجل الدنيا، وابتعدوا عن الهدف الذي خُلقوا مِن أجله"وهو عبادة الله وعمارة الأرض"، وجعلوا الدنيا هي قبلتهم التي تحج قلوبهم إليها، وغاب عنهم حقارة الدنيا، وأنها لا تساوي شيئًا، ولو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء.

3- أصدقاء السوء الذين يسحبون أصدقاءهم إلى الضلالات، ولا يأمرونهم بالمعروف، ولا ينهونهم عن المنكر.

4- اتباع الهوى، والنفس والشيطان في الشهوات والملذات، والركون إلى الراحة، وعدم إتعاب النفس في الطاعة، فاتبعوا أنفسهم الإمارة بالسوء في ارتكاب المنكرات والمعاصي "صغائر وكبائر!"؛ فيفطرون رمضان ويبتعدون عن المساجد في رمضان، وفي غير رمضان، وليس لهم همٌ إلا أنفسهم وملذاتهم، واتبعوا الفتن؛ فصاروا لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا.

5- السير في ركاب العلمانيين والليبراليين الذين يَخدعون الشباب بشعاراتٍ مزيفةٍ، مثل: "التحرر، والتنوير، وتغيير الخطاب الديني، وهمْ رجال ونحن رجال"؛ فأضعفوا في نفوس الشباب قدوات الإسلام، وعلماء المسلمين؛ فاستهزؤوا بهم، وتطاولوا عليهم، وأعلوا في نفوسهم مِن شأن الغرب وعلمائه، وقواته؛ فولوا وجوههم قِبَل الغرب، يأخذون منهم الثقافات والعلوم، وتنكبوا للإسلام وعلمائه!

6- خطف أبصارهم وقلوبهم "إعلام مضلل" في شهر رمضان، أعدوا له بعنايةٍ فائقةٍ؛ فأخذوا بلباب الشباب والفتيات نحو الشاشات والتليفزيون، وما فيه مِن: مسلسلاتٍ، وأفلامٍ، وبرامج توك شو، ومسابقاتٍ، وفوازير، وغير ذلك مما يلهي عن العبادة في رمضان؛ فلا تكاد تجد الشباب إلا أمام التليفزيون، فيتركون المساجد والصلوات، ويسهرون بالليل، وينامون بالنهار، ولا يشعرون بقيمة وأهمية الشهر الفضيل!

7- متابعة مواقع التواصل الاجتماعي على النت مِن: "فيس بوك، وتويتر"، إلى غير ذلك مِن المواقع التي سحرتْ قلوب وعقول الشباب والشابات؛ فلا تراهم إلا كالسكارى أمام الأجهزة المحمولة في البيوت، والشوارع، والمقاهي، وغير ذلك مِن الأماكن، يدخلون على المواقع الإباحية حتى في رمضان! يتحدث الشباب مع الفتيات حتى في رمضان على ما يُسمَّى الشات، فيبعدون بذلك عن المساجد في رمضان.

8- الاهتمام بالدورات الرمضانية لكرة القدم، وقضاء معظم النهار والليل في الملاعب، أو أمام شاشات العرض، يتابعون مباريات كرة القدم في الدوري الأوروبي، والإنجليزي، والإيطالي، أو المصري، وتراهم مهللين مصفقين، وهم لا يشعرون بأهمية أوقات رمضان وفضله، وفضل العبادة فيه، وهذا الحدث العظيم الذي يمر على العالم الإسلامي في كل مكان.

وفي الختام... أوجِّه كلمتين:

إحداهما للشباب الذين مَنَّ الله عليهم بالهداية: عليكم واجب عظيم، دعوة هؤلاء الشباب أن يعودوا إلى رشدهم، فتعرضوا لهم؛ فرادى وجماعات، في النوادي، ومراكز الشباب، ومنتدياتهم، ذكروهم بالله، وخوفوهم مِن الله، وبيِّنوا لهم فضل شهر رمضان، وما فيه مِن خيراتٍ حيث تفتح أبواب الجنة، وينتظرهم باب الريان.

والكلمة الثانية: إلى شباب المسلمين التائهين الغارقين في الشهوات والشبهات، الحياة الدنيا قصيرة، ولا بد مِن لقاء الله؛ فعليكم أن تعودوا إلى طاعة ربكم حتى تفوزوا في الدنيا والآخرة؛ لأن الدنيا دار ممر، والآخرة دار مقر؛ فتزودوا مِن ممركم إلى مقركم.

وأسأل الله لنا ولكم، ولكل المسلمين، الهداية والتوفيق والرشاد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة