الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

قصة "خالد عامر" أحد أبناء "الدعوة السلفية" الذي أبكى موته روّاد "مواقع التواصل"

رأيت من يفعل كل ذلك وهو لم يتجاوز من العمر بضع وثلاثين سنة

قصة "خالد عامر" أحد أبناء "الدعوة السلفية" الذي أبكى موته روّاد "مواقع التواصل"
أحمد عبد القوي
السبت ١٥ يوليو ٢٠١٧ - ٢٠:١٨ م
2233

قصة "خالد عامر" أحد أبناء "الدعوة السلفية" الذي أبكى موته روّاد "مواقع التواصل"

كتبه/ أحمد عبد القوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

وكأن الفيس بوك، تحول إلى خالد عامر، حيث يبادر الجميع بالترحم والدعاء له بالمغفرة، ونشر صور جنازته.

كل من يتحدث عن خالد، تحدث متأثرًا به، لا سيما وقد وافته المنية صباح الجمعة، ولديه 3 بنات، أكبرهن لم تبلغ ال10 سنين.

 

ولد خالد محمد عامر عيسى، بدمنهور محافظة البحيرة، وسط أسرة متوسطة الحال، تتكون من الأب الذي يعمل مفتشا بسنترال دمنهور، وأخ و3 أخوات بنات، والأم التي تعمل ربة منزل.

توفي ربّ الأسرة، الأستاذ محمد عامر عيسى، وخالد حينئذ كان في الصف الخامس الابتدائي، حيث كان الوالد -رحمه الله- مُبتلى بمرض "السكر".

تحملت الأم المسؤلية، بالتعاون مع الأخت الكبري، حتي ربّت الأولاد، ولما كبُر عليّ عامر، الأخ الأكبر لخالد، بدأ العمل للمساعدة في البيت، حتى تزوج البنات الثلاث.

 

كبُر خالد، ووصل إلى المرحلة الثانوية، وكان يدرس بمدرسة الميكانيكية بدمنهور، وفي الصف الثالث الثانوي ظهرت عليه علامات التدين والالتزام، حيث بدأ المحافظة على الصلاة، وحفظ القرآن الكريم.

حصل خالد في الثانوية الميكانيكية، علي مجموع 83%، فأكمل الدراسة والتحق بكلية التربية، ثم تخرج منها، ليعمل مدرساً بنفس مدرسته، بقسم التبريد والتكييف، مدرسا نظريا.

 

في فترة الجامعة، زاد التزام خالد، حيث بدأ  بحضور دروس علماء الدعوة السلفية بمحافظة الإسكندرية، وكذا شيوخ الدعوة السلفية بمحافظة البحيرة، ودمنهور.

يقول مجدي بسيوني، أحد أصدقاء خالد، خالد كان له في كل عمل صالح لا أقول سهم بل أسهم كثيرة، وقد مات -رحمه الله- وهو زوج لأخت من أفاضل الأخوات العاملات بالدعوة إلى الله، وهو أب لثلاث بنات، الكبيرة منهن لم تكمل العشر سنوات.

 

وأضاف بسيوني في تصريح لـ"الفتح"، أن خالد أصيب في حادث، يوم 11 رمضان الفائت بعد صلاة التراويح، حيث كان يسير بالدراجة النارية التي يركبها -الموتوسيكل-، وكان في طريقه غرفة تفتيش تابعة لشركة المياه، وكانت أعلى من الأرض، والجو مظلم، فدخل بها دون أن يراها، فانقلب من فوق الموتوسيكل ليرتطم برأسه علي حجر، ثم تجمع الناس من حوله وحملوه للمستشفي.

وتابع، دخل خالد إلى العناية المركزة، وكان هناك نزيف بالمخّ ثم توقف، وظل تجمع دموي علي المخ، ثم أصيب وهو بالعناية بالتهاب في الرئة، أدى إلي ارتفاع بالحرارة، وهو بالعناية تضررت بعض الأعضاء كالكبد والكُلى، وارتفعت انزيماتهما، وظل الأمر في تطور، إلى أن وافته المنية صباح أمس الجمعة.

 

يقول الدكتور علي جوهر، أحد أطباء مستشفى دمنهور، وممن لهم علاقة قوية بخالد -رحمه الله-، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-"إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة"، قلّ من تراه من الناس ينطبق عليه هذا الحديث، فيحمل همّ الدين، بفهمه السلفي الصحيح، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، يعمل ويبذل، لا يكل ولا يمل، وكأنه يعيش وفقط لهذا الدين، وسائر حياته فرع عن هذا الأصل الذي يعمل له، يتقن العلوم الشرعية ويتعهد كتاب الله بقرائاته وعلومه، فيُدرس ويخطُب، ويؤُم الناس،  ويُوصّل أصحاب الأموال بالفقراء ثم يتعهد الفقراء بما يستطيع من نفقات وطعام، ويتعهد من يفقده من إخوانه بالسؤال، يذهب ليتعرف   بنفسه على الشباب، يسأل عمن لم يتزوج للشباب ويسعى لزواجه، يُوجه وينصح في الأمور الدعوية ،يعظ الناس، ويوجه ويضبط الأمور الفكرية عند الشباب ، ويعامل كل واحد بقدر فهمه ،ويكلفه بما يناسبه.

 

وأضاف،  ثم تجتمع عليه القلوب ويكتب له القبول من شتى الفئات العمرية، ومختلف الطبقات الاجتماعية، في أماكن شتى من محيط سكنه ، إلى محيط محافظته ،مرورا بمحيط بلده، من رواد المساجد وأصحاب الحرف، العاملين في حقل الدعوة والمدعويين، الصغار والكبار، رأيت من يفعل كل ذلك وهو لم يتجاوز من العمر بضع وثلاثين سنة، إنه الشيخ خالد عامر -رحمه الله-.

 

يُذكر أن خالد عامر، وافته المنية صباح أمس الجمعة، وشيع جنازته الآلاف من أبناء الدعوة السلفية ومحبيها، من أبرزهم الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والنائب أحمد الشريف، عضو مجلس النواب عن دائرة العامرية وبرج العرب، والشيخ ناصر غلاب، والشيخ إبراهيم غلاب، والشيخ رضا الخطيب، وآخرين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة