الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الأزهر يستنكر دعوات رئيس تونس.. ويؤكد: تبديد وليس تجديد

الأزهر يستنكر دعوات رئيس تونس.. ويؤكد: تبديد وليس تجديد
الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧ - ١٩:٥٣ م
516

استنكر الأزهر الشريف دعوات الرئيس السبسي، رئيس تونس لمساواة الرجل بالمرأة في الميراث، وعلى زواج المرأة المسلمة بغير المسلم، مؤكدًا أن ذلك يظلم المرأة نفسها ويتصادم مع أحكام الشريعة الإسلامية.

ونشرت الصفحة الرسمية لمكتب وكيل الأزهر الشريف بيانًا على الفيس بوك للرد على هذه الدعوات، وجاء في البيان: أن دعوات التسوية بين الرجل والمرأة في الميراث تظلم المرأة ولا تنصفها وتتصادم مع أحكام شريعة الإسلام.

وتابع: المواريث مُقسمة بآيات قطعية الدلالة لا تحتمل الاجتهاد ولا تتغير بتغيير الأحوال والزمان والمكان وهي من الموضوعات القليلة التي وردت في كتاب الله مفصلة لا مجملة وكلها في سورة النساء وهذا مما أجمع عليه فقهاء الإسلام قديمًا وحديثًا.

وأكد البيان أن دعوات التسوية بين النساء والرجال في الميراث بدعوى إنصاف المرأة هي عين الظلم لها لأن المرأة ليست كما يظن كثير من الناس أنها أقل من الرجال في جميع الأحوال فقد تزيد المرأة على نصيب رجال يشاركونها نفس التركة في بعض الأحوال كمن ماتت وتركت زوجًا وأُمًّا وأخًّا لأم فإن الأم نصيبها الثلث بينما نصيب الأخ لأم السدس أي أن الأم وهي امرأة أخذت ضعف الأخ لأم وهو رجل، كما أنها تساويه في بعض المسائل كمن ماتت وتركت زوجًا وأُمًّا فإن نصيب الزوج نصف التركة ونصيب الأم النصف الآخر فرضًا وردًا، كما أن فرض الثلثين وهو أكبر فرض ورد في التوريث لايكون إلا للنساء ولايرث به الرجال فهو للبنات أو الأخوات فقط فمن ماتت وتركت بنتين وأخًّا شقيقًا أو لأب فللبنتين الثلثين وللأخ الباقي وهو الثلث أي أن البنت تساوت مع الأخ.

 وهناك العديد من المسائل التي تساوي فيها المرأة الرجل أو تزيد عليه وكلها راعَى فيها الشرع بحكمة بالغة واقع الحال والحاجة للوارث أو الوارثة للمال لما يتحمله من أعباء ولقربه وبُعده من الميت وليس لاختلاف النوع بين الذكورة والأنوثة كما يتخيل البعض.

كما أن الدعوات المطالبة بإباحة زواج المسلمة من غير المسلم ليس كما يظن أصحابها في مصلحة المرأة فإن زواجًا كهذا الغالب فيه فقد المودة والسكن المقصود من الزواج حيث لايؤمن غير المسلم بدين المسلمة ولا يعتقد تمكين زوجته من أداء شعائر دينها فتبغضه ولا تستقر الزوجية بينهما، بخلاف زواج المسلم من الكتابية لأن المسلم يؤمن بدينها ورسولها وهو مأمور من قبل شريعته بتمكين زوجته من أداء شعائر دينها فلا تبغضه وتستقر الزوجية بينهما، ولذات السبب منع المسلم من الزواج من غير الكتابية كالمجوسية لأنه لا يؤمن بالمجوسية ولايؤمر بتمكينها من التعبد بالمجوسية أو الكواكب ونحوهما فتقع البغضاء بينهما فمنع الإسلام هذا الزواج، ولذا فإن تدخُّل غير العلماء المدركين لحقيقة الأحكام من حيث القطعية التي لا تقبل الاجتهاد ولا تتغير بتغير زمان ولامكان وبين الظنّي الذي يقبل هذا الاجتهاد هو من التبديد وليس التجديد.

يذكر أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسى قال انّ المساواة بين الرجل والمرأة التى أقرّها الدستور التونسى يجب أن تشمل جميع المجالات بما فيها المساواة فى الإرث، معتبرًا أن الدستور التونسى يفرض ذلك، على حد قوله.

واعتبر السبسى أنّ الإرث ليست مسألة دينية وانما تتعلق بالبشر وأنّ الله ورسوله تركا المسألة للبشر للتصرف فيها، وأعلن عن تكوين لجنة لدراسة مسألة الحقوق الفردية، والنظر فى المساواة بين الرجل والمرأة  فى جميع المجالات، على حد تعبيره المغلوط.

تصنيفات المادة