الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

في أي وادٍ أنت؟!

أيما كان همك وشغلك؛ فعد إلى ربك، فالسعادة في الدنيا والهناء في الآخرة بيده -سبحانه-

في أي وادٍ أنت؟!
سيد عبد الهادي
الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧ - ١٧:٥٣ م
1009

في أي وادٍ أنت؟!

كتبه/ سيد عبد الهادي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ آخِرَتِهِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

وادي اللعب:

كثيرٌ مِن الشباب انساق اليوم وراء متابعة المباريات ظنًّا منه أن هذا هو المفهوم الصحيح للرياضة، فانساق الشباب مِن المشاهدة للتعصب، ثم لتكوين روابط الألتراس؛ فضاعت الأوقات والأعمار!

وبعد أن كان التشجيع "للأهلي والزمالك" أصبح لـ"برشلونة، والريال، ومانشستر!"؛ فانساق الشباب إلى آفات تقليد أو محبة الكفار!

وحتى محبة الأوطان فرِّغتْ مِن مضمونها؛ لتصبح تشجيع "منتخب" مصر للوصول لكأس العالم، فهذا هو معنى البطولة الذي يريد أعداء الإسلام أن ننشغل به!

وهناك مَن تشعب به الوادي إلى إقامة البطولات، وأصبح اللاعبون سلعة تُباع وتُشترى؛ بحجة أن هذا مِن الاقتصاد، فنرى عربًا يشترون لاعبًا بمائة مليون دولار، ويتركون "مسلمي بورما" و"سوريا" يموتون جوعًا أو حرقًا!

وادي الفنون:

هناك مِن تاه في أودية الغناء والموسيقى، والتمثيل  الرقص؛ فغاب في عالَم مِن الخنا والفسوق، يهفو لهذه الأغنية ويتابع سيرة المطرب والمغنية، ويحضر حفلًا راقصًا أو يشاهد مسلسلًا يُذبح فيه الحياء!

وادي النت:

وهناك مَن سقط في الشبكة العنكبوتية؛ فلا يستطيع منها فكاكًا، قد غاب في العالم الافتراضي بيْن الحائط الأزرق والأخضر، بضغطةٍ واحدةٍ يرى مشاهد العري والفجور، قد أدمن ولا يستطيع فكاكًا!

وادي الكيف:

أخطر أودية الهلاك، فلا أمل في عودة مدمن المخدرات إلا برحمةٍ مِن الله -تعالى-، فصديق السوء قد سحبه مِن السيجارة للبانجو، ثم البرشام فالبودرة؛ مهلكة و دمار للأسرة والمجتمع!

وادي الشهوة:

كم مِن غارق في رغباته... يصادق فتاة أو تصاحب شابًا!

خروج ورحلات... خلوة واختلاط... لمسة أو قبلة... وهناك مَن يقع في الفاحشة فلا يرعوي.

وادي المال:

كم سحق هذا الوادي أقوامًا وأذلهم!

فطالِب المال لا يشبع، ولو كان له وادٍ مِن ذهب؛ ففي سبيل المال قد تُقطع الأرحام، ويستباح الربا والرشوة، وتمنع الزكاة والصدقة!

وادي الملوك:

شهوة السلطة شهوة قاهرة تُسفك مِن أجلها دماء العشرات، بل الآلاف مِن أجل كرسي زائل، ولا يستبصر اللاحق بالسابق! فيخطئ كما أخطأوا، ويتجبر كما فعلوا... فهل مِن عودة؟!

أيما كان همك وشغلك؛ فعد إلى ربك، فالسعادة في الدنيا والهناء في الآخرة بيده -سبحانه-، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً