الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أحزاب وحركات سياسية (14) الدين والحياة السياسية خارج الشرق الأوسط

إن تجربة بلدان أوروبا الغربية حيث توجد معسكرات لجوء تثبت أن اندماج المسلمين مستحيل عمليًّا

أحزاب وحركات سياسية (14) الدين والحياة السياسية خارج الشرق الأوسط
طلعت مرزوق
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨ - ١٨:٣١ م
1080

أحزاب وحركات سياسية (14) الدين والحياة السياسية خارج الشرق الأوسط

كتبه/ طلعت مرزوق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرغم إعلان الحكومة الهندية حظر استخدام الدين أو العرق أو الطائفة في التصويت الانتخابي أو في الأنشطة السياسية واعتبارها مِن الأمور غير القانونية، بيد أن الناخبين الهنود، ولا سيما خارج المدن الكبرى يجري تصنيفهم إلى شرائح تصويتية تقوم على أسس الدين والعرق والطائفة واللغة، وهي الانقسامات "أو التقسيمات" التي يعتبرها الآباء المؤسسون للبلاد مِن المكونات الرئيسية في إدارة السلطة في دولة تحمل هذا القدر الهائل مِن التنوع الداخلي المعقد.

وتقع داخل إيطاليا دولتان مستقلتان، هما: "سان مارينو - والفاتيكان"، وعلى الرغم مِن أن الفاتيكان لا تُعتبر جزءًا مِن إيطاليا وفق القانون، فإنها تقع في روما، ويُعتبر القانون الأساسي لدولة الفاتيكان "دستور الكنيسة الكاثوليكية"، الذي عدله البابا بنيدكتوس السادس عشر عام 2013م؛ ليسمح بانتخاب بابا جديد بوجود البابا الحالي "أي قبْل وفاته".

ورغم أن النظام القضائي الإيطالي يقوم على أساس مدني؛ إلا أن هناك تأثيرًا مِن جهة القانون الكنسي لا يمكن إنكاره، أما صيغة إقرار القوانين في بريطانيا فهي كما يلي: "نحن جلالة الملكة بناءً على مشورة وموافقة رؤساء الأساقفة، وأعضاء مجلس اللوردات، وأعضاء مجلس العموم في هذا البرلمان المنعقد، واستنادًا إلى سلطاتهم نقر القانون الآتي نصه".

وفي ألمانيا: "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب"؛ جمعية مُسجلة نشأت في مدينة دريسدن عام 2014م بزعامة لوتز باخمان، وتُعرف اختصاراً باسم بيجيدا BEGIDA، تُنادي هذه الجمعية بطرد المسلمين مِن أوروبا لعدم تحويلها إلى قارةٍ ذات أغلبية مسلمة في المستقبل، كما تدافع عن "المبادئ المسيحية".

وقالت بيتريكس فون شتروك نائبة رئيس حزب البديل مِن أجل ألمانيا: "نحن نؤيد حظر بناء المآذن، ورفع الآذان، والنقاب".

وفي فرنسا يعارض حزب الجبهة الوطنية الإجهاض مِن منطلقٍ ديني، ووصف فرنسوا فيون -السياسي المسيحي الكاثوليكي- "الإسلام المتطرف" بأنه: "نظام شمولي يشبه النازية"، وقال: "إن الكاثوليك والبروتستانت واليهود لا يشككون في مبادئ الجمهورية، والإسلام مختلف عن هذه الأديان في ذلك".

وقال الرئيس التشيكي ميلوس زيمان: "إن تجربة بلدان أوروبا الغربية حيث توجد معسكرات لجوء تثبت أن اندماج المسلمين مستحيل عمليًّا".

وقال بنجامين سولومون كارسون أو "بن كارسون" جراح الأعصاب الأمريكي الشهير والقيادي بالحزب الجمهوري: "إنه يعتقد أنه لا ينبغي انتخاب رجل مسلم ليكون رئيسًا للبلاد، وأضاف كارسون وهو مسيحي متدين: إن ديانة الرئيس ينبغي أن تكون مهمة بالنسبة للناخبين إذا كانت تتعارض مع القيم الأمريكية، لن أوافق بكل تأكيد على أن يكون مسلم مسئولًا عن هذه الأمة" .

واعتبر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أن تدفق اللاجئين على أوروبا يهدد الجذور المسيحية للقارة. 

وفي هولندا يدعو حزب مِن أجل الحرية إلى طرد المهاجرين المسلمين، وغلق المساجد، ومنع الحجاب، وحظر القرآن، ويربط بيْن الإرهاب والهجرة، وجميع مشاكل هولندا!

ويرى خِيرت فليدرز رئيس الحزب أن إسرائيل هي خط الدفاع الأول عن الغرب، وطالب بنقل السفارة الهولندية فيها إلى القدس، وإطلاق اسم فلسطين على الأردن! وأنتج فيلم "فتنة" أواخر مارس 2008م، والذي يتضمن محاولات للربط بيْن القرآن والعنف.

ورغم أن خِيرت فليدرز مُلحد؛ إلا أنه يعتز بالتاريخ اليهودي المسيحي الذي بُني عليه المجتمع الأوروبي!

وقد أطلقت الحكومة الهولندية العام التشريعي الجديد 2017 - 2018م، مِن خلال احتفال في الكنيسة الكبيرة في مدينة لاهاي، بحضور رئيس الوزراء مارك روته، وأعضاء مجلس الوزراء، ونواب البرلمان، ورؤساء الأحزاب السياسية، وبدأ الحفل بتلاوة آيات مِن سورة البقرة!

بيد أن البرلمان الهولندي رفض في سبتمبر الماضي طلبًا تقدم به حزب "دينك"، الذي فاز بثلاثة مقاعد في الانتخابات الأخيرة، بزعامة توناهان كوزو "هولندي من أصل تركي"، والذي اقترح بحث وضع مسلمي الروهينجا، وكان تبرير رفض البرلمان مناقشة وضع مسلمي الروهينجا ومعاناتهم، هو أنّه "ليس مهمًا بما يكفي!".

وتنتشر الحركات النازية في الغرب انتشارًا لافتًا، ويؤمن النازيون الجدد بعلو الجنس الأبيض أو عِرق معين منه على ما سواه مِن الأجناس، ويغالون في معاداة المهاجرين والأديان سوى المسيحية، وخاصة الإسلام، ويرفضون كل ما يهدد بتغيير طبيعة مجتمعاتهم؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى انقراضهم بحسب ما يزعمون.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً