الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حدود الدم... وخطوط الاشتباك

أحاول تجديد التذكير لإخواني وأخواتي في مشارق الأرض ومغاربها بخطورة هذا المشروع الصفوي الصهيوني الكبير

حدود الدم... وخطوط الاشتباك
أحمد الفولي
الثلاثاء ٠٦ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٤٩ ص
1109

حدود الدم... وخطوط الاشتباك

كتبه/ أحمد الفولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فكم آلمني تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" خلال لقاء له مع وزير خارجية جمهورية التشيك "لوبومير زاورالك": "إن سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، دول لم تُعد موجودة!".

وذلك وفقًا لبيانٍ رسميٍ صدر مِن مكتبه، وتم نشره عبْر المواقع الإخبارية في العاشر مِن يونيو عام 2015م.

وعندما دققتُ في الأحداث يَمنة ويَسرى، لم أجد مستفيدًا مِن سقوط هذه الدول وغيرها أبرز مِن طهران التي تطمع في إقامة الإمبراطورية الفارسية المزعومة ولو حتى على جماجم الخلق.

ليتضح الأمر أكثر، بتصريحٍ رسميٍ مِن وزير الاستخبارات الإيراني السابق "حيدر مصلحي": "إن إيران تسيطر فعلًا على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت!".

إنه الحقد الدفين، والكُره العجيب، الذي تُكِنّه الدولة الفارسية لكل ما هو عربيّ؛ فضلًا عما هو مسلم سُنيّ، في الوقت الذي لا ينتبه فيه الكثيرون مِن أبناء جِلدتنا لهذا الخطر الداهم الذي سيتلهم كل ما يقف أمامه.

عشرات الملايين مِن العرب والمسلمين، في سوريـا، واليمـن، والعـراق، والأحواز، بيْن مُعتقل أو طريد أو قتيل، أو لاجئ سياسيّ، أو نازح يعيش في خيمةٍ بعد ما كان أميرًا لمنطقته أو كبيرًا لقبيلته، والراعي الوحيد لكل هذا هو نظام "طهران!".

وليستْ هذه البلاد فحسب هي مِن عملت إيران على تمزيقها، وتقطيع أواصلها بأشقائها العرب؛ فالمشروع الصفوي ممتد، ويستهدف إقامة الهلال الشيعي، والذي يتضمن أطماعًا فارسية للسيطرة على مصر، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات العربية، والكويت، وسلطنة عُمان  وبلاد الشام وغيرهم.

وقد تظهر لك الخطة الفارسية بشكلٍ أكبر عندما ترى هذه الميلشيات الإرهابية المسلحة كتنظيم: "حزب الله الإرهابي اللبناني"، و"عصابات الحوثي في اليمن"، و"فيلق القدس"، وغيرها مِن ميلشيات طائفية، ترتع آمنة مطمئنة في منطقتنا العربية، بل وتشارك في حكم بلادنا في بعض الأحيان؛ لتحقيق الأحلام الإيرانية لإقامة إمبراطوريتهم "المزعومة" على حساب تقسيم دول المنطقة وتمزيقها، وبِدعم غربيّ واضح؛ لتقديم "إيران" لتكون شرطيّ المنطقة الجديد بالتعاون مع الصهاينة!

والغرض المقصود مِن هذه المقالات: هو أن أحاول تجديد التذكير لإخواني وأخواتي في مشارق الأرض ومغاربها بخطورة هذا المشروع الصفوي الصهيوني الكبير؛ لنفيق مِن غفلتنا، ولندرك الخطر الحقيقي الذي يحيط بنا، الذي لم يَعُد خطرًا محيطًا فقط، بل أصبح واقعًا مريرًا نتجرع آلامه كل يوم بزيادة دماء وأشلاء الأمة العربية والإسلامية، ولإقامة "حدود الدم" التي رسمتها طهران للمنطقة برمتها، وبتعاونٍ مع اليهود وأنصارهم!

أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات عباده المسلمين في مشارق الأرض وفي مغاربها، وأن يهيئ لأمتنا أمرَ رشدٍ وخير؛ يُعز فيه أهل طاعته، ويُهدى فيه أهل معصيته، ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة