السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

خطوات لممارسة الإصلاح (1)

المعلمون والمعلمات

خطوات لممارسة الإصلاح (1)
أسامة شحادة
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨ - ١٦:٣٣ م
1060

خطوات لممارسة الإصلاح (1)

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالإصلاح مسؤولية مجتمعية عامة، كلٌّ بحسب موقعه ودوره، قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117).

1- المعلمون والمعلمات:

قطاع المعلمين والمعلمات مِن أهم القطاعات التي يجب عليها أن تنخرط في عملية الإصلاح بكل قوةٍ؛ لأنهم يتعاملون مع الثروة الحقيقية لأمتنا وهم أطفالنا ونشؤنا، والذين على أكتافهم نعلِّق الآمال بأن ينهضوا بأمتهم خطوات واسعة للأمام، بما زرعه فيهم معلموهم ومعلماتهم مِن قيَم ومعارف، واتجاهات ومهارات.

نعم، قد لا تكون العملية التعليمية والتربوية تسير بالشكل المطلوب واللازم للنهضة والتقدم، ولكن هذا لا يعفي كل معلم ومعلمة مِن القيام بمسؤوليتهم في الإصلاح وحسن رعاية الأطفال الذين وضعوا كأمانة بيْن أيديهم.

والإصلاح المطلوب مِن المعلمين والمعلمات القيام به ليس بذاك الأمر الصعب أو المستحيل، بل هو يسيرٌ وسهلٌ لمَن أخلص نيته للقيام به، ولعله يكون مِن أهم أسباب سعادته في الدنيا، وحصول البركة في أموره كلها، وباب نجاته ورقيّه في درجات الجنان في الآخرة، وإن الشعور بالإنجاز والخدمة والإصلاح لهو بذاته مما يشرح الصدر ويحوّل مرارة الواقع للَذة حقيقية تسكن قلق القلب وتبرد على النفس ما تعانيه، وتطلق الأمل في الجيل القادم أو بالدار الآخرة.

الإصلاح المطلوب مِن المعلمين والمعلمات تجاه تعليم وتربية الطلاب -على مختلف مستوياتهم- متنوع ومتعدد، وسنستعرض ثلاثة مسارات منها، لكنه يقوم أولًا على زرع وترسيخ قيمة العلم والتعلم في قلوبهم وعقولهم، وأنه سبيل السعادة في الدنيا والآخرة، وأن العلم هو سلاحنا في مواجهة تحديات الحياة، وكلّما تعلمنا أكثر -وبطريقة صحيحة- كنا أقوى وأسعد، وعلى نهج الحق.

وبعد ترسيخ محبة العلم والتعلم، ننتقل لزرع محبة المطالعة والقراءة، ومِن ثَمَّ طريقة البحث السليمة وقواعد التفكير الصحيحة، وحل المشكلات، وبذلك يتكون عندنا جيل قوي متمكن علميًّا ومعرفيًّا، ويُحسن التعامل مع التحديات والمستجدات، ويمكنه المساهمة في إثراء الحالة العلمية وتعميمها أينما حلّ وارتحل.

إن ترسيخ قيمة العلم والتعلم في نفوس الطلبة وإكسابهم مهارات المطالعة والبحث والتفكير، يرفع مستوى تحصيلهم، ويحاصِر أمية الفكر والمعرفة، ويحسّن مِن سلوكهم، وييسر العملية التعليمية على المعلمين والمعلمات.

وحتى يتحقق هذا الإصلاح نحتاج إلى أن يهتم المعلمون والمعلمات بتطوير معارفهم ومهاراتهم بالمطالعة والبحث المستمر عن قيمة العلم والتعلم وآثارهما المتجددة على ارتقاء الحياة ورسوخ الإيمان وحسن الخلق، ومِن ثَمَّ يتنافس المعلمون والمعلمات في الإبداع والتنوع في طرق زرع وترسيخ قيمة العلم والتعلم في أذهان طلابنا على مختلف مستوياتهم، وهذا مِن ميادين التنافس الممدوحة والمشرّفة التي يجب أن توليها المؤسسات التعليمية اهتمامًا ورعاية، ومكافأة المبدعين فيها.

وللحديث صلة -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً