الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ماذا سيحدث في العالم (ليلة الثلاثاء) القادم؟!

لتكن هذه الأيام أيام تسامح وتغافر، وألفة ومحبة، وعفو وصفح

ماذا سيحدث في العالم (ليلة الثلاثاء) القادم؟!
أحمد حمدي
الأحد ٢٩ أبريل ٢٠١٨ - ١٦:٣٣ م
1068

ماذا سيحدث في العالم "ليلة الثلاثاء" القادم؟!

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعند غروب شمس يوم الاثنين القادم تبدأ ليلة النصف مِن شعبان، وتستمر إلى طلوع فجر الثلاثاء الخامس عشر مِن شهر شعبان ليلة اطلاع الرب -سبحانه وتعالى- إلى خلقه كما يليق بجلاله وكماله، كما ورد في حديث أبي موسي الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

والراجح عدم اختصاص هذه الليلة بقيام جماعي كتراويح رمضان أو بعبادةٍ أو ذكرٍ خاص لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما الاستعداد لها يكون باجتناب موانع المغفرة التي بيَّنها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مانعين رئيسيين:

الأول: الشرك بالله، سواء كان الأكبر منه بصرف أي عبادة لغير الله مِن دعاءٍ أو نذرٍ أو ذبحٍ أو طوافٍ، أو شرك أصغر مِن الحلف بغير الله أو تعليق التمائم والحظاظة، والخرزة الزرقاء، والكف، والطيرة، واعتقاد أنها أسباب تدفع الضر أو تدفع الحسد أو تجلب النفع والحظ، أو الرياء، وغيرها مِن صور الشرك الأكبر والأصغر، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) (النساء:48)، (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72)، (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65).  

الثاني: الشحناء والبغضاء، والغل والخصومة، والتقاطع وفساد ذات البين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رب العزة في الحديث القدسي: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا؛ إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وقال: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ) (رواه مسلم)، وقال أيضًا: (ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ, وَالصَّلاةِ, وَالصَّدَقَةِ؟) قَالُوا: بَلَى, قَالَ: (صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ, فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ)، وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ (هِيَ الْحَالِقَةُ, لا أَقُولُ: هي تَحْلِقُ الشَّعَرَ, وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وقد نهى الله -عز وجل- عن الفرقة فقال: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال:46)، وقد أمر الله -تعالى- بالعفو والصفح فقال: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (الشورى:40)، (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43)، (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النور:22)،  وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) (رواه مسلم)، وقد رخص النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكذب للإصلاح بيْن المتخاصمين.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَدْخُل الجَنَّةَ قَاطِعٌ) (متفق عليه). أي قاطع رحم، وذكر -صلى الله عليه وسلم- أن العاق لوالديه لا يدخل الجنة.

ومِن أبعد الناس عن مغفرة الله: "الشيعة الروافض" الذين يحقدون علي أبي بكر وعمر وعائشة والصحابة -رضي الله عنهم- ويلعنونهم ويسبونهم ويكفرونهم!

فينبغي أن يراجع كل واحد منا علاقته مع أصدقائه في العمل، وجيرانه وزملائه، وأرحامه وأقاربه، ووالديه وإخوانه، ولتكن هذه الأيام أيام تسامح وتغافر، وألفة ومحبة، وعفو وصفح، وليبدأ هو بالصلح وليقل مثل أبي بكر: "أنا كنتُ أظلم!"؛ فليس الواصل بالمكافئ، ولكن مَن إذا قطعت رحمه وصلها حتى يغفر الله لنا في هذه الليلة المباركة.

اللهم أصلح ذات بيننا، وألِّف بيْن قلوبنا، وانزع الغل والحقد مِن صدورنا. اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠