الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الجمعيات الخيرية ودورها في الحفاظ على أمن الوطن

حافظتْ هذه الجمعيات بما تقدِّمه مِن مساعداتٍ على أمن الوطن وسلامة المجتمع

الجمعيات الخيرية ودورها في الحفاظ على أمن الوطن
صبحي فتحي الشلمة
السبت ١٩ مايو ٢٠١٨ - ١٦:٥٣ م
929

الجمعيات الخيرية ودورها في الحفاظ على أمن الوطن

كتبه/ صبحى فتحي الشلمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد انتشرت الجمعيات الخيرية في ربوع مصر، وخاصة بعد ثورة يناير وأصبحت جزءًا لا يتجزأ مِن ثقافة الشعب المصري في العمل الاجتماعى الخدمي التطوعي، وأصبح دورها في هذا المجال واضحًا لا ينكره إلا جاحد أو مَن ليس عنده مسكة مِن إنصاف وعدل، وسدَّت الجمعيات الخيرية الأهلية جزءًا كبيرًا مِن العمل على تخفيف العبء عن كاهل الفقراء والبؤساء، والأرامل والأيتام، وأصبح لها دور في إدخال البسمة على كثيرٍ مِن الأسر البائسة، وحلت الأمل مكان اليأس في نفوس كثيرٍ مِن أبناء الشعب المصري الذي زادت أعباؤه العائلية، وخاصة بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة والمتخذة مِن قِبَل الدولة، فبدورها استطاعت الجمعيات أن تكون عونًا للأسر الفقيرة، فحافظتْ على المجتمع والوطن مِن ارتكاب هؤلاء المحاويج لجرائم السرقة والسطو، والغش والنصب، وساعدتْ على استقامة الكثير مِن الشباب بعيدًا عن الضياع والمخدرات والمسكرات، فحافظتْ هذه الجمعيات بما تقدِّمه مِن مساعداتٍ على أمن الوطن وسلامة المجتمع.

وإذا كنا نناقش ونحاور القائمين على هذه الجمعيات حوارًا هادئًا؛ تلاشيًا لما قد يوجد مِن بعض السلبيات التي قد تصاحب العمل دون أن يتفطن لها القائمون على هذا العمل الكريم، نود أن نشير إلى الآتي:

1- العمل الذي تقومون به مصدر شرف وعز وكرامة لكم في الدنيا والآخرة، فلا نتحرج منه، ولا نتكبر أن نحمل على ظهورنا الطعام وغيره، وتوصيله إلى مستحقيه دون ضجر؛ تأسيًا بكبار الصحابة -رضي الله عنهم-.

2- الإخلاص في العمل، فنعمل هذا العمل ابتغاء مرضاة الله وابتغاء الأجر مِن الله لا مِن الناس.

3- الشعور والإحساس بحاجة الفقراء يتطلب الرفق معهم والحنو عليهم، ومعاملتهم برفقٍ؛ فلا لفظاظة الألفاظ أو النظر إلى هؤلاء المحتاجين أنهم مِن أسافل الناس! ولكن أنتَ تعمل على إيصال حقهم الذي فرضه الله لهم في أموال الأغنياء، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع مِن شيءٍ إلا شانه، والكلمة الطيبة صدقة.

4- رد الناس بالحسنى إذا لم نجد ما نعطيهم، ولا نقنطهم مِن رحمة الله، بل نكون دائمًا باعثين للأمل في نفوسهم، مصبرين لهم؛ لئلا يقنطوا مِن رحمة الله، فيؤدي بهم ذلك إلى الكفر -والعياذ بالله-.

5- لا تمِنُّوا على الناس بعطاياكم، ولا تستعملوهم في قضاء مصالحكم الشخصية.

6- كونوا دعاة معهم؛ ادعوهم إلى فضائل الأعمال، وانهوهم عن سفاسف الأمور، إذا حانت الفرصة فذكروهم بالله وحثوهم على إقامة الفرائض والخوف مِن الله في السر والعلن.

7- يجب علينا ونحن نتعامل مع الفقراء وندخل بيوتهم، أن نستر العورات وأن لا نفشي الأسرار، وأن نغض البصر، وأن نحافظ على حرمات المسلمين وبيوتهم وأعراضهم.

8- لا نجامل أحدًا على حساب أحدٍ لقرابةٍ أو جوارٍ أو صداقةٍ، فالكل سواسية؛ لأن هذا المال أنت أمين عليه، فليس مالك كي تعطيه لمَن تحب، وتمنعه عمَن تكره!

9- إذا كثر المحتاجون فقدِّم أشدهم حاجة، وابدأ بضروريات الحاجات كالمأكل والملبس والمسكن على غيرها مِن الحاجات.

10- حسنوا علاقاتكم بأصحاب الأموال (المتبرعين) الذين هم عصب هذا العمل وحياته، وتواصلوا معهم على الدوام في كل مناسبة، ولا يكونوا بالنسبة لكم مصدر عطاء فقط، ولكن بادلوهم العطاء المادي بالعطاء الروحي؛ بالحب والتقدير والاحترام، والمعاملة الحسنه، والزيارة في غير طلب.

11- أنتم أمناء على أموال المتبرعين؛ فلا تبددوها، ولكن أنفقوها في مكانها وأعطوها لمَن يستحقها فعلًا، والتزموا بما يقوله المتبرعون مِن وضع أموالهم حيث أرادوا، ولمَن أرادوا.

12- أنتم وكلاء عن الأغنياء والفقراء، ولستم مِن العاملين عليها، فلا يأخذ أحدكم لنفسه شيئًا؛ إلا إذا كان محتاجًا بالمعروف.

13- توسعوا في الحصول على الموارد طاعة لله، ولا يتحرج أحدكم مخافة أن يُصاب بأذى في نفسه؛ فأنت لا تطلب لنفسك.

14- الخير في الأمة إلى يوم القيامة فلا تستقل أي عطاءٍ، ولا تستبعد أي أحدٍ؛ فالذي لا يعطيك اليوم قد يعطيك غدًا.

15- لا تفشى سرَّ مَن لم يعطك حتى لو آذاك، ولا تتهمه بالبخل والجشع، ولكن قد يعطي لغيرك، ولا يريد أن يتحدث بذلك.

16- تبرَّعوا مِن أموالكم، وسدوا الخلل؛ يستر الله عوراتكم، وينفِّس كربكم، ويقربكم إليه زلفى.

17- لابد مِن الالتزام بقانون الجمعيات وعدم مخالفته، وإعداد كافة الأوراق والسجلات والحسابات، والمحاضر المطلوب؛  لئلا تعرِّضوا أنفسكم للمساءلة القانونية.

18- لا تتوسعوا في الإعلام عن أعمالكم؛ كي لا يصيبكم الغرور فتخرجوا عن دائرة الإخلاص، وقد تؤذون أحدًا دون أن تشعروا؛ فلا تنشروا صورًا للفقراء والنساء، ولكن اجعلوا الإعلام سببًا يوضح لأصحاب الأموال: أين أنفقت أموالهم؟

19- العمل في العلن هو أساس عمل الجمعيات الخيرية؛ فليس هناك ما هو مستور أو خفي.

نسأل الله -سبحانه- أن يجزي المتبرعين بأموالهم، المحافظين على أمن الوطن خيرًا، وأن يجزي القائمين والعاملين على ذلك العمل خير الجزاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة