السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حتى نفوز برمضان (5)

إن كانت هذه وصية الله -تعالى- للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فمِن باب أولى أن ينتبه لها سائر العباد

حتى نفوز برمضان (5)
جمال متولي
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨ - ١٠:٣٩ ص
907

حتى نفوز برمضان (5)

رمضان... لتصحب الصالحين!

كتبه/ جمال متولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فابحث عمَن يعينك على أن تكون الآخرة همك، وابتعد عمَن يضيعونها عليك، ويحرمونك مِن الفوز برمضان.

والصُحبة الصالحة مِن أهم أسباب الإعـانة على الطاعات وفعل القربات والخيرات، أمر الله -تعالى- النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بملازمة مَن يحتاجون لدعوته ومساندته، وتعزيز همتهم الإيمانية بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو المادي، قال الله -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (الكهف:28)، وفي نفس الآية الكريمة نهاه عن التطلع لمَن انشغل بدنياه عن دين الحق والاستقامة عليه، ونتيجة لذلك بات عمله سفهًا وضياعًا.

إياك وصحبة العصاة، أو صحبة التلفاز والمسلسلات، والأفلام والأغاني، أو الهواتف والحاسبات، إياك ثم إياك ثم إياك ممَن يصدك عن القرآن، وعن مجالس العلم والذكر! فإن هذه وأشباهها مِن أهم مضيعات الفوز برمضان، والحرمان مِن بركاته، قال الله -تعالى-: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28).

فإن كانت هذه وصية الله -تعالى- للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فمِن باب أولى أن ينتبه لها سائر العباد -شبابًا وشيوخًا، نساءً ورجالًا-.

ولقد نبَّه الله -تعالى- أيضًا إلى خطورة الصُحبة الفاسدة التي لا تقيم للدين وزنًا في تطلعاتها، أو ممارستها، وأنها العامل الأهم في خسران الدنيا وخسران الآخرة في آنٍ واحدٍ، قال -تعالى-: (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) (فصلت:25).

ولذلك صوّر الله -تعالى- لنا صورًا للألم والندم القاسي لمَن لم يراعِ الصُحبة الصالحة في حياته، وفضّل أن يُصاحِب مَن اغتر بهم وبتهريجهم، وتفريطهم في الدين في حياتهم؛ فوردوا وأوردوه المهالك، ولكن تأخر الندم فجاء يوم لا ينفع الندم! قال الله -تعالى-: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) (الفرقان:27-29).

فليدرك العبد -رجلًا أو امرأة، شيخًا أو شابًا- أن الإعراض عن صحبة الصالحين الذين يعاونوك على السير إلى الله -عز وجل- وطاعته، ليس له بديل إلا صحبة الشياطين؛ سواء شياطين الجن أو الإنس أو الاثنين معًا!

هذه الصُحبة الشيطانية ليس لها هم سوى أن تصدك عن الطريق المستقيم، ويحجبون عنك نور الهداية والفلاح الدنيوي والأخروي،  وتشُدك إلى الحضيض، والسقوط في دركات الخيبة في الدنيا، وقعر الخذلان في الآخرة حتى إن الواحد مِن هذه الصحبة السيئة يصرخ ندمًا وحسرة، في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم والتحسر، قال -تعالى-: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ . وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ . حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) (الزخرف:36-38) .

أعاذنا الله -تعالى- مِن صحبة أهل السوء. اللهم آمين.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة